فاروق جويدة
كان فيكتور هوجو صادقا حين قال ان باريس عاصمة الكون وبقية الدنيا ضواحيها..وكان طه حسين مبهورا بها وهو يقول انها مدينة الجن والملائكة.
وباريس لا تستطيع ان تعيش بغير الحب ويبدو ان الحب اختارها منذ سنين وطنا..وفي كل عام تطل علينا قصة من قصص العشق لرئيس او فنان او كاتب او مبدع ان باريس في حالة حب دائم..ولهذا انطلقت اخيرا إشاعة عن قصة حب بين رئيس فرنسا اولاند وممثلة شابة مغمورة.. كان لرؤساء فرنسا حكايات وقصص غرامية كثيرة ربما كان اشهرها العلاقة السرية للرئيس ميتران وابنته غير الشرعية مازرين التي عاشت مع امها في جناح بقصر الإليزيه وهناك قصص اخري للرئيس شيراك والرئيس ديستان الذي لم يخف إعجابه الشديد بأميرة ويلز ديانا وهناك رسائل متبادلة بينهما..والحب في فرنسا قضية محسومة منذ مئات السنين لأن الفرنسيين يعتبرون العلاقات الخاصة جزء من حياتهم وحقوقهم ايضا.. مازلنا نذكر قصص جورج صاند المرأة التي احبت كل رموز عصرها ابتداء بشوبان وانتهاء بشاعر الليالي دي موسيه وهناك من سقط في مستنقع للحب لم يخرج منه كما فعل بودلير مع الراقصة الزنجية السوداء جان دوال ومات بسببها بمرض جنسي خطير.. ومن وقت لآخر تخرج من مدينة الجن والملائكة حكاية عن قصة حب غريبة وفي مذكرات كاتبنا الكبير الراحل توفيق الحكيم يتحدث عن فتاة المسرح التي اعجب بها وكانت تبيع التذاكر..ولم ينج عميد الأدب العربي طه حسين من لعنة الحب في فرنسا فكانت قصته مع سوزان الفرنسية رفيقة عمره وحياته.. وكان شوقي مبهورا بباريس رغم سنوات نفيه في اسبانيا ولكن بعثته الدراسية في فرنسا بقيت اهم سنوات عمره ثقافة ولغة وفكرا وقد نقل هذا الحب الي موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وكان متيما بباريس..وعاش الخديو اسماعيل وحلمه الأزلي ان يري القاهرة قطعة من باريس ولهذا حين اقتحم الألمان شوارعها كانت دعوات العالم كله إلا باريس فكل شئ في الدنيا يمكن ان تدمره الحروب إلا الفن الجميل.. والإبداع الراقي.. والحرية اجمل هبات السماء.. وهذه هي باريس
نقلاً عن "الأهرام"