فاروق جويدة
زرعت امريكا برامج للتجسس في100 الف جهاز كمبيوتر حول العالم شملت بعض وحدات الجيش الصيني والجيش الروسي ومؤسسات تجارية كبري بالاتحاد الأوروبي ودول حليفة منها السعودية والهند وباكستان.
هذا بجانب التجسس علي المنشآت النووية الإيرانية.. والغريب ان الرئيس أوباما أمر بوقف هذه العمليات التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز.. وقبل ذلك تجسست الإدارة الأمريكية علي المكالمات التليفونية لأكثر من30 رئيس دولة في العالم من بينهم المستشارة الألمانية ميركل واعتذرت امريكا عن ذلك بعد نشر هذه الفضائح.. كانت عمليات التجسس في الماضي تحتاج للعملاء والأموال والجنس والنساء والمغامرات العاطفية وكانت تحتاج الي سنوات طويلة في التدريب والتخفي وتغيير الوظائف والملامح والوجوه وكان التجسس مقصورا علي الجوانب العسكرية والتكنلوجيا الحديثة في صناعة السلاح ثم تطورت الي التجسس علي وسائل الإنتاج الحديثة وتطويرها ولكن الأمر تغير الأن تماما واصبح من السهل ان تتجسس المؤسسات الأمريكية علي كل شيء وهي في مراكزها في واشنطن.. إن هذه البرامج التي تسربت الي100 الف جهاز كمبيوتر انتشرت في دول العالم تنقل لصاحب القرار في امريكا جميع البيانات المسجلة علي الكمبيوتر ابتداء بالأسرار العسكرية وانتهاء بالعلاقات الخاصة إن الدول التي تتحدث عن الحريات الشخصية والكرامة الإنسانية تمارس الآن احط الأساليب في التجسس.. إنها تصنع المعدات والأجهزة وتضع فيها شرائح وبرامج تفضح كل شيء فيها.. والقضية هنا ليست قضية اجهزة فنية فقط اوسرية معلومات ولكنها قضية اخلاقية ويبدو ان الأخلاق لم يعد لها مكان في سوق العلاقات الدولية.. كيف تحمي الدول اسرار مؤسساتها.. كيف يحمي الإنسان حياته الخاصة بحيث لا تصبح شيئا مستباحا امام الكاميرات السرية والبرامج المشبوهة واجهزة الكمبيوتر التي تحمل بين شفراتها مئات العملاء ورجال المخابرات.. سوف يكون العالم مطالبا بحماية اسرار الشعوب خاصة اسرارها العسكرية والاقتصادية ومنها المضاربات في البورصة واسعار الأسهم والسندات وقوائم الديون والأسعار.. هناك حروب جديدة للجواسيس ولكن بدون البشر أو العملاء
نقلاً عن "الأهرام"