فاروق جويدة
كان قرارا حكيما من فضيلة الإمام الأكبر د. احمد الطيب شيخ الجامع الأزهر ان يعود الزي الأزهري الي علماء الأزهر والمعاهد الدينية..
منذ سنوات اجتاحت المؤسسات الدينية في مصر ازياء غريبة بعيدة تماما عن الذوق المصري البسيط وتسلل هؤلاء الي الفضائيات ثم الي الشوارع والبيوت والمساجد والزوايا واختفي تقريبا الزي الازهري من المساجد والمعاهد ودور العبادة حتي اساتذة العلوم الدينية في الأزهر الشريف تخلو عن زيهم التقليدي..وقد شمل قرار شيخ الأزهر تشجيعا لعودة هذا الزي الترقيات في الوظائف الإدارية في المعاهد الأزهرية..منذ تحول الأزهر الي جامعة عادية يدرس الطلاب فيها الطب والهندسة والعلوم تخلي الجميع عن الزي التقليدي للأزهر واصبح من السهل ان تجد امام المسجد يرتدي زيا مختلفا لا علاقة له بالزي الأزهري..وكانت للأزهر مكانة خاصة جدا بسبب هذا الزي في مختلف الأوطان العربية والإسلامية وكان الأزهري معروفا بزيه وكان الناس يتجهون اليه بكل الإحترام والتقدير وعندما كنا طلابا في الجامعات المصرية كان طلاب الأزهر يحتلون مكانة خاصة امام المواطنين بسبب الزي الذي يميزهم ويضعهم دائما في مكانة ارفع..ومنذ تنكر العلماء للزي الأزهري وتخلو عنه تراجعت قيمة الأزهر ودوره في حياة الناس وتسللت الي الفضائيات وجوه غريبة بأزياء غريبة وغابت وسطية الأزهر مع اساتذته وتلاميذه ولا شك ان عودة العمامة الي علماء الأزهر تمثل وساما في تاريخ الأزهر الشريف فهي الترفع والقيمة والبساطة والصلاح..لقد اعاد الإمام الأكبر للأزهريين شيئا يبدو بسيطا ولكنه غاية في الأهمية والتأثير وسوف ينعكس ذلك علي طلاب الأزهر واعتزازهم بالزي الأزهري..ان المهم الآن بعد عودة الزي ان يعاد النظر في الخطاب الديني المتشدد الذي قسم ابناء الوطن الواحد وجعل اعدادا كبيرة من الدخلاء علي هذا الخطاب تستبيح تاريخ الأزهر العريق وتشكك في مناهجه واساتذته وثوابته والمطلوب الآن تطهير الساحة الدينية من الأدعياء الذين شوهوا صورة الإسلام وفتحوا ابواب التكفير والتخريب والجهالة.. عودة الأزهر الي زيه ليست عودة للزي ولكنها عودة للجوهر والأصول.. تحية للإمام الأكبر وهو يحاول ان يعيد للأزهر وجهه الرفيع
نقلاً عن "الأهرام"