توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الديمقراطية‏..‏ والطغيان باسم الدين

  مصر اليوم -

الديمقراطية‏‏ والطغيان باسم الدين

فاروق جويدة

كانت الأزمة الحقيقية التي واجهها الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها انه لم يفرق بين مسئوليته عن وطن كبير في حجم مصر بكل رصيده الحضاري ومسئوليته كرمز من رموز جماعة دينية سياسية محدودة الفكر والرؤي ولم تمارس تجربة الحكم في يوم من الأيام‏..‏ وحين قام المصريون بثورتهم يوم25 يناير2011 رفعوا شعارا واضحا في عدة كلمات عيش..حرية عدالة اجتماعية.. كرامة انسانية..ولأن جماعة الإخوان المسلمين كانت التنظيم السياسي الديني الوحيد الذي سمح به نظام حسني مبارك فقد استطاعت ان تسطو علي الثورة منذ ايامها الأولي وابعدت تماما جميع التيارات السياسية التي شاركت في هذه الثورة. وحين وصل الرئيس السابق مرسي الي السلطة كان ينبغي ان يحرص علي ثلاثة اهداف واضحة يبدأ بها حكمه.. < ان يتخلي عن ثوابته الفكرية التي اعتنقها سنوات كعضو في جماعة الإخوان المسلمين وان يتخلص من كل انتماءاته السابقة. < ان يسعي الي توحيد الشارع المصري وجمع كلمته بعد ثورة يناير وان يجمع المصريين حوله علي هدف واحد وهو تحقيق احلام الشعب في ثورته وبناء تجربة ديمقراطية تشارك فيها جميع القوي السياسية < ان يبدأ تجربته في الحكم بفتح آفاق للحوار الوطني لتحديد مسار الثورة وان يعطي الفرصة كاملة للشباب باختلاف انتماءاتهم. لم ينجح رئيس مصر السابق د. مرسي في تحقيق هدف واحد من هذه الأهداف بل انه اتخذ خطوات ابعدته تماما عن هذا المسار. كانت مواقف الرئيس وسياسة جماعته تؤكد كل يوم رغبة محمومة في السيطرة علي مفاصل الدولة المصرية حتي لو تطلب الأمر اقصاء جميع القوي عن المشهد السياسي, إن احادية الرؤي عند الرئيس السابق وجماعته كانت تقوم علي السيطرة بحيث يحتوي الجزء الكل ويصير الوطن مجرد جماعة وهنا ظهرت مخاوف اطياف كثيرة من المصريين ومنهم الأقباط والأحزاب التقليدية القديمة مثل الوفد ونخبة اليسار المصري الليبرالي. وهنا ايضا برز هذا السؤال إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين تريد تحويل مصر الي جماعة دينية بما في ذلك فصائل كثيرة من المواطنين المصريين المسلمين فماذا يفعل اقباط مصر وكنائسهم وطقوسهم الدينية. لم تكتف جماعة الإخوان المسلمين بإقصاء القوي السياسية ولكنها استطاعت في شهور قليلة من حكم د. مرسي ان تقسم مسلمي مصر الي فرق واحزاب وفصائل. وهنا ظهرت قوي السلفيين والجهاديين واهل السنة وكان التحالف الأخطر ان جمع الإخوان المسلمون القوي الإسلامية المتطرفة ومنها من قام بأعمال ارهابية او شارك في اغتيال السادات. وكان خطأ رئيس مصر السابق ان سمح لقوي التطرف الديني ان تتصدر المشهد السياسي وان تعلن الحرب الدينية علي كل من يخالفها في الفكر او الرأي وانقسم المصريون لأول مرة في تاريخهم الي مؤمنين وكفار اكمل د.محمد مرسي قصته مع الحكم حين اصدر فرمانا بإعلان دستوري يمنحه صلاحيات لم تمنح لرئيس مصري سابق لكي يضع اسسا جديدة لدولة الإستبداد والقمع باسم الدين تمهيدا لإعلان دولة الخلافة وتحويل90 مليون مصري الي مجرد اعضاء في جماعة الإخوان المسلمون هنا خرج30 مليون مصري يوم30 يونيو2013 يرفضون دولة الاستبداد باسم الدين ويطالبون بتعديل مسار ثورة يناير التي اختطفها الإخوان المسلمين ووقف الجيش المصري وقوات الأمن والشرطة تحمي ارادة هذا الشعب. إذا كانت الديمقراطية هي حق الشعب في اختيار من يحكمه فهي ايضا التي تعطي الشعب نفس الحق في ان يعزله. .. ويبقي الشعر هانت علي الأهل الكرام دمانا مازالت ارواح شهداء ثورة يناير تحلق في سماء ميدان التحرير وفي كل ارجاء المحروسة رغم ما شهدته مصر في السنوات الماضية من الصراعات والانقسامات والاتهامات بين القوي السياسية.. في نهاية المطاف يبقي الدم اغلي واقدس وانبل ما يقدمه الإنسان لوطن او حلم او قضية.. تحية للشهداء الذين رحلوا دون وداع وبقيت دماؤهم لعلها تطهر خطايا من لم يرحل. هانت علي الاهل الكرام دمانــا وتفرقت بين الرفاق خـطــانــــــــــــا عدنا إلي الميدان نسأل حلمنــــا بكت الربوع وحزنـهــا أبكــانـــــــــــا أين القلوب تضيء في أرجائــه وتزف شعبا في الصمــود تفانـي ؟! أين الرفاق وأين صيحات بدت للكون بعثـا عاصفــــا أحيانـــــا ؟! أين الشباب وقد توحد نبضهـــــم وتجمعوا في بأسهــم إخـوانــــــا ؟! أين الحناجر كيف قامت صرخة كم أيقظت بصهيلها الفـرســانـــا ؟! وجه الشهيد وقد تناثـر في المدي وغدا نجوما في دجي دنيـــانـــــــــا جسد يحلق في الأيادي سابحــا في حضن أم أشبعتـه حنـانــــــــا هانت علي الأهل الكـــرام دمــانـــــا *** نامت علي الدرب الحزين جوانح وتجمدت خلف الرؤي أجفانــــــــا والناس تسأل: ما الذي يبقي لنـــــا بعد الشهادة موطنـا ومكــــانـــــــا ؟ يوما غرسنا الحلم في أعماقنــــــا حتي غدا في يأسنا بــــركانــــــــــا أن نطلق الشمس السجينــــة بيننا ليطل صبح من خريف صبانـــــــــا في ساحة الميـــدان كنا أمــــــــة وهبت رحيق شبابها قـربــــانــــــــا أجسادنا كانت تلـــوذ ببعضهــــا حزن التراب يعانـــــق الأكفــانــــــا يتعانق الدم الجسور علي الثري كنا نراه كنيســــــــــة وأذانــــــــــا في ساحة الميدان صلـينا معـــــا قمنا حشودا نرجــــــــم الشيطانـــــا وتطوف في الميدان أرواح بــــدت فوق البيــــوت أزاهرا وجـنــانــــــــا الكون صلي.. والسماء تطهـــــــــرت من رجس عهد مظـلــم أعمانـــــــا هانت علي الأهــــــل الكرام دمانـــــــــا *** هل تذكرون شبابنــــــــــا وصبانـــــا والأرض تحضن بالدموع دمانــــا ؟! ونطوف في صخب الشوارع لا نري غير الرصاص علي المدي يلقانـــا وقذائف القناص تسكن أعينـــــــــــا ويتيه بين جنــــوده نشـــــــــوانـــــا لم يرحم العين السجينة في الأســـي رسم النهاية خســـة وهوانـــــــــا يلقي علينا النار وهي خجولــــــــة والنار ترحم بعضـهـــا أحيانــــــــــا كنا نري أن الوفاء ضريبـــــــــــة حق لمن وهـــب الحيـــاة وعانـــــي عدنا إلي الميدان نســـأل ما بـــــه؟ صرخ الحزين وبؤســـــــه أدمانـــــــا حين انتفضنا في الشوارع لم يكن سوق الغنائم مطمعـــــــا أغوانــــــــا هانت علي الأهل الكرام دمــانــــــــــا *** أتري نسيتم دمعنا ودمـــــــــانــــــا عرس تبدل بيننـــــــا أحزانــــــــــــــا ما عادت الأيدي تصافح بعضهــــا حتي خـطانا.. لم تعــد كخطانـــــــــا كيف الدماء تمردت في مهدهــــــا وبكل قلب مزقــت شريانـــــــــــــــا ؟ صرنا أمام الناس خدعة صبيــة هدموا البلاد.. وخـربــوا الأوطانـــا هانت علي الأهل الكرام دمانـــــا *** عاد الزمان الوغد يعبث خلســة ويدور حـول دماءنــــــــا ظمآنــــــــــــا وطن يساومنا.. وعهد فاجــــــــر وفساد طاغية.. وشعــــب عــانــــــــي وتسابقت للثأر عصبة قاتـــــل حشدوا الفلول.. وحاصروا الفرسانــا فرعون في صخب المزاد يبيعنا ويطل خلــــــف جنــــــــوده سكرانــــــا وعصابة التدليس ترتع حولــه وتـشيــــــد من أشلائنا التيجـــــــانـــــــا فإذا انتشي الفرعون قام رجالـه سحلوا النساء.. وضاجعوا الشيطـانـــا ركـب العبيد الساجدين بعرشــه ألـــــــــغوا الأذان.. وحرفوا القـــرآن وعلي بقايا النهر جاعت أمــــة كم أطعمـــــــــت من خيرهـــــــا بلدانــــا نهبوا ثمار الأرض.. باعوا سرها الذئب يعوي.. واللصوص حزانــــــــــي تتنكرون لمن أضاءوا ليلــكـــــــم وتبايــعون الأفــــــــك والبهتـــــــــانــــا! من شردوا وطنـا وباعوا أمــــــــة وتـــواطأوا في غيهـــم أزمانــــــــا هانت علي الأهل الكرام دمانا *** هل تذكرون دموعنا ودمـــــــانــــــــا الـــــركب ضـــل.. فمن يعيد خـــطانا ؟! الموت لم يهزم جســــارة عمرنـــــــــا لــــكن ظلم الأهـــــــل قـــد أشقانــــــا حتي الأماكــن هاجـــرت من حلمهـــا وتـــبدلــت أشــواقــهـــــا هجــرانــــــا في كل ذكري سوف نرفع رأسنــــــا لــــنري المــــفــارق كلهــا ميدانــــــــا فإذا غفا يوما وشـــــــاخ شبابـــــــــه أو عــــاد يشـــكو العجز والنسيـانـــــا وأفاق في صخب الجموع وقد رأي فرعون آخــر يجمــــــــــع الكهـــــــانـا سيطل من صمت الحناجر يمتطـــي زمن الإباء.. ويعلـــــن العصيـــانـــــــا ويعود يحكي عن شباب ثائــــــــر وهب الحيـــاة لشعبــنـــــــــا وتفـانـــي كانوا رجالا في الخطوب وأنجما كالبرق لاحت في ظلام سمــانا كانوا دعاء الأم.. فرحة عيدهــــــا ونقاء أرض أنجبـت فـرسانــــــــــــــا فإذا خـبت في ليلكم ذكـرانـــــــــــا وغدا الشباب محاصرا.. ومهانــــــــا لا تسألوا كيف الرفاق تفرقــــــوا ولتسألوا: من في الضمائر خــــــــانا ؟ عودوا إلي الميدان.. قوموا فتشوا عن عاشق في حبه كـــم عانـــــــــــي من قام يوما يرفض الطغيــــانــا لا.. لن يكـــون منافقــــــا وجبـــــانـــا هو لم يكن جيلا طريدا ضائعـــا بل كان شمسا أيقظـــــــــــت أوطانـــــــــــــا ' قصيدة هانت علي الأهل الكرام دمانا سنة2012' نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديمقراطية‏‏ والطغيان باسم الدين الديمقراطية‏‏ والطغيان باسم الدين



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon