فاروق جويدة
هناك اصرار لدي جماعة الإخوان المسلمين لتحقيق أعلي معدلات الخسارة امام الشعب المصري. كانت هناك فرص كثيرة للتراجع وتقليل حجم الانهيارات التي اصابت العلاقة بين الجماعة والشارع المصري.
ولكن العقل تراجع والحكمة فقدت اركانها وتحولت الجماعة الدينية الي مؤسسة ارهابية تحتضن الشاردين والإرهابيين من كل بلاد العالم..تحولت جماعة الإخوان الي وكر من اوكار الفتنة والتآمر وهي تتلقي مساعدات واوامر التنظيم الدولي وهو يدفع بها الي الهاوية..لم يبق جسر واحد بين الإخوان والمواطن المصري فقد تكسرت كل الجسور وتحولت الجماعة الي اشباح مخيفة في شوارع المحروسة..الجماعة التي كانت تقدم الخبز والسكر والدواء للمصريين الغلابة تحولت الي قناص يطلق الرصاص ويقتل الأبرياء ويحطم المتاحف..ما هو الهدف الذي تسعي اليه جماعة الإخوان الآن, وماذا تقول لأبناء المحروسة؟.. هل تسعي الي تدمير الشرطة المصرية؟ وماذا بعد تدميرها؟ وهل تريد حكم الوطن حتي علي اطلاله؟.. هل تسعي الي تدمير آخر جيوش العرب؟ وماذا فعل الضباط والجنود المصريون البواسل غير انهم يدافعون عن وطنهم.. هل هناك مبرر واحد امام الله والتاريخ والدين لما يحدث في سيناء التي تحولت الي مدينة للإرهاب والقتل وما ذنب مجند يحرس مؤسسة او مدرسة او مصنعا ان يسقط شهيدا برصاص جماعة تخلت عن كل ثوابتها التي تتحدث عن الدين؟ ما هذه اللعنة التي حلت علي عقول هذه الجماعة؟.. هل هي لعنة السلطة حين تتحول الي اصرار علي الطغيان والاستبداد؟.. هل هي لعنة الجهل حين تتحول الي القتل والإرهاب باسم الدين..وأين عقلاء هذه الجماعة إذا كان هناك عقل؟.. هل تدمير مؤسسات الدولة عمل مشروع.. هل قتل الأبرياء من رجال الشرطة والجيش نشاط سلمي؟.. هل تدمير المتاحف وهي تراث شعب وحضارة امة انجاز في عرف الإخوان؟.. ان الغريب ان يد الإرهاب دمرت اشهر المتاحف الإسلامية في العالم ومنه محراب السيدة زينب ـ رضوان الله عليها ـ فهل كان هذا من شعائر الإسلام الذي تدعو اليه الجماعة وترفع رايته?..ان الوجه القبيح والنشاط الإرهابي هو آخر ما بقي من جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
نقلاً عن "الأهرام"