فاروق جويدة
شهداء الشرطة يتساقطون كل يوم امام عمليات ارهابية جبانة. كان الشهيد اللواء محمد سعيد آخر هؤلاء الأبطال.
لقد لفت نظري في قائمة الشهداء انهم رغم رتبهم يسكنون مناطق بسيطة ويعيشون بين جموع الشعب ولكن الأغرب من كل هذا ان اللواء سعيد كان يستقل السيارة دون حراسة وهذا خطأ فادح وتقصير شديد في حماية هؤلاء الشهداء, كيف يخرج ويمشي لواء شرطة في موقع غاية في الحساسية فهو مسئول في مكتب وزير الداخلية بلا حراسة؟.. هل كان من الصعب ان تسير امامه دراجة بخارية فيها اثنان من الحراس او ان يجلس في مقدمة السيارة رجل مدرب لحماية هذا المسئول؟.. لقد تكررت هذه الحوادث والجرائم وكان ينبغي ان تتوافر اطقم حراسة لهؤلاء؟ المسئولين..كم يتكلف ذلك امام الأعباء والمسئوليات التي يتحملها هؤلاء..ان وزارة الداخلية ليست مسئوليتها فقط حماية المواطنين ولكن حماية رجالها ايضا..كنا نتصور انه بعد سقوط عدد من شهداء الداخلية ان الوزارة سوف توفر اطقم حراسة للمسئولين فيها ولكن لاشك ان هذا تقصير شديد..ان اغتيال هؤلاء الشهداء ليس امرا سهلا او بسيطا, لأن عناصر الإرهاب الآن توجه جرائمها الي رموز معينة من كفاءات وخبرات الأمن المصري ومسئولية الدولة ان تحمي رجالها..كيف يسير لواء شرطة في موقع حساس في حماية سائقه الذي لا يحمل سلاحا؟.. إن حماية هؤلاء الشهداء الذين يتساقطون كل يوم مسئولية اجهزة الأمن نفسها وأي تقصير في ذلك يعتبر تجاوزا غير مقبول..مطلوب من اللواء محمد ابراهيم ـ وزير الداخلية ـ ان يفرض حراسات مسلحة علي قيادات الشرطة..ان دماء هؤلاء الرجال الذين يضحون كل يوم ويتساقطون في ساحة الشهادة دفاعا عن مصر وشعبها يقدمون اغلي ما لديهم لهذا الوطن..حين رأيت مسكن الشهيد محمد سعيد وكيف خرج من بيته وحيدا بلا حراسة إلا سائقه ادركت ان شرفاء هذا الوطن مازالوا يحملون مسئولية الدفاع عنه حتي آخر لحظة في العمر..نماذج بعيدة عن الأضواء لم تعرف القصور والحسابات والبنوك والغنائم لكنها احبت هذا الوطن وقدمت له كل شيء بشرف وكرامة, هؤلاء هم شرفاء مصر الحقيقيون عاشوا مع شعبها وماتوا في سبيله.
نقلاً عن "الأهرام"