فاروق جويدة
نبيل فهمي نموذج رفيع للدبلوماسية المصرية العريقة ولاشك انه في شهور قليلة اضاف الكثير للسياسة الخارجية المصرية..استطاع في فترة قصيرة ان يمد جسورا مع اطراف دولية وان يتصدي للكثير من العواصف مع اطراف اخري.
هو دبلوماسي هادئ يستمع كثيرا وهو دقيق جدا في اختيار كلماته ولا تحركه العواطف انه يترك لعقله سلطة القرار في كل شيء..قضيت معه جلسة طويلة حاولت خلالها ان استكشف ما يجري بين مصر والعالم واعترف انني خرجت وعندي حالة من الاطمئنان والثقة ان في مصر عقول تري الصورة علي حقيقتها وان حالة الفوضي والإرتباك التي تسود الشارع المصري ابعد ما تكون عن سلطة القرار في علاقات مصر الخارجية..حوار طويل دار بيننا حول علاقات مصر الخارجية ماذا حدث مع امريكا وماذا جري في الصين وما هي الأزمة الحقيقية التي نواجهها الآن امام العالم وكيف تغيرت صورة مصر من انقلاب عسكري الي ثورة شعب وما هو واجب الإعلام المصري بكل مؤسساته فيما نواجه من حملات خارجية..هناك مؤشرات كثيرة في سياق العمل السياسي الخارجي تؤكد ان مصر تسير في الطريق الصحيح وانها قادرة علي تجاوز الأزمات..تحدثنا عن مياه النيل وما يجري في كواليس المفاوضات بين مصر واثيوبيا والعلاقات العربية وشواردها وماذا ينتظر العلاقات بين مصر وقطر وموقف دول الخليج ودعمها الكامل لمصر في هذه المرحلة الصعبة..حين تتحدث مع مسئول يدرك معني المسئولية عن فهم وعلم واقتناع تشعر ان في مصر مصادر امن كثيرة رغم كل ما يبدو علي السطح من مظاهر القلق والارتباك..قلت ان نبيل فهمي وجه من وجوه الدبلوماسية المصرية العريقة في عصرها الذهبي حين انجبت محمد صلاح الدين ومحمود فوزي ورياض والقوني وفهمي وبطرس غالي والزيات ومحمد ابراهيم كامل وعصمت عبد المجيد واحمد ماهر والعربي وعمرو موسي ومراد غالب وكامل عمرو وابو الغيط والريدي ومصطفي الفقي وهذه الرموز هي التي وضعت مصر دائما في مكانها ومكانتها الصحيحة علي اسس من الاحترام المتبادل والثقة الدائمة..مادام في مصر وجوه قادرة علي ان تتحدث مع العالم بلغة يفهمها فنحن نسير في الطريق الصحيح.
نقلاً عن "الأهرام"