فاروق جويدة
المصريون يتساءلون لماذا خرجت المرأة المصرية بهذه الحشود فى الاستفتاء على الدستور ..لماذا اجتاحت المظاهرات النسائية الشوارع فى مناسبات عديدة .. ما هى أسباب هذا الحضور الطاغى والوجود المؤثر فى الساحة السياسية ..
أن المرأة المصرية هى التى عاشت محنة غياب الأمن طوال السنوات الثلاث الماضية .. لقد جلس زوجها فى البيت بلا عمل .. وخرج الأبناء فى المظاهرات منهم من عاد ومنهم من لم يعد .. والأم المصرية هى التى حملت جسد ابنها الشهيد وطافت به فى الشوارع بعد أن قدمته هدية للوطن .. وهى التى سهرت الليالى تنتظر ابنها الذى لم يعد ووجدته جسدًا هامدًا فى أحد المستشفيات .. والأم المصرية هى التى شاهدت صراع الرجال على المناصب والمصالح ووجدت القوى السياسية التى تقاتل بعضها على أطلال وطن الأم المصرية هى التى شاهدت حشود الإرهاب تدمر وطنا وتقتل شعبا .. هذه الأم هى التى شاهدت على شاشات التليفزيون من يطالب بجلوسها فى البيت وحرمانها من كل مكاسبها وانجازاتها التى دافعت عنها سنوات طويلة .. هذه الأسباب هى التى جمعت حشود المرأة المصرية وهى تدافع عن حقوقها وحقوق أسرتها فى حياة كريمة ولا أعتقد أن المرأة المصرية التى خرجت بهذه الصورة يمكن أن تتخلى عن دورها ومكاسبها .. أننى أتابع بتقدير شديد ما تقوم به د.مرﭭت التلاوى والمجلس القومى للمرأة وهو يتبنى قضايا المجتمع كله وليس قضايا المرأة وحدها فى كل مكان الآن نجد هذا المجلس وهو يرسم صورة مستقبل جديد لوطن جديد ولاشك أن تواجده فى الساحة السياسية والاجتماعية كان من ابرز مكاسب ثورة يناير وثورة يونية ..
أن المرأة المصرية كانت طوال تاريخها عنصرًا مؤثرًا وفعالا ً فى تاريخ مصر ويكفى أنها الأم التى قدمت لهذا الوطن أعظم رموزه فى كل مجالات الحياة وشاركت فى مسيرة مصر كاتبة ومبدعه وأستاذة وطبيبة وصاحبة دور ورسالة .. وفى السنوات الأخيرة أثبتت المرأة أنها قادرة على تغيير مسار أشياء كثيرة فى حياة المصريين ..
نقلاً عن "الأهرام"