فاروق جويدة
قرار حكيم اتخذه خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يحرم على المواطنين السعوديين أن يقاتلوا أحدًا خارج أراضيهم ويجرم القرار
ويسجن كل من يرتكب ذلك ولاشك أن هذا القرار يمنع تجاوزات ومخاطر كثيرة حين شارك الكثير من المواطنين العرب فى حروب ومعارك خارج بلادهم ووجدوا تشجيعا كبيرًا من أصحاب القرار .. لقد قام تنظيم القاعدة وهو من أكبر وأخطر التنظيمات الإرهابية على دعوات بالتطوع للحرب فى أفغانستان ضد الاحتلال السوﭭيتى فى ذلك الوقت ووجد تنظيم القاعدة دعما كبيرًا من الولايات المتحدة الأمريكية بالمال والعتاد والسلاح .. وتحولت المواجهة مع السوﭭيت إلى حرب ضد الكفر وتصورت الدول الإسلامية أن التشجيع الأمريكى دفاع عن الإسلام .. ووجدت أفغانستان فى الشباب العربى عونا كبيرًا سنوات طويلة .. وحين انتهى الاتحاد السوﭭيتى بدأت رحلة المواجهة بين القاعدة وأمريكا والتى انتهت بكارثة 11 سبتمبر وتدمير الأبراج الأمريكية الشهيرة .. وقد اتسعت دائرة التطوع فى الحروب الإقليمية بعد ذلك حتى شملت البوسنة والشيشان ثم اتسعت كثيرًا فى العراق خاصة فى مواجهات السنة والشيعة وبعد أن كانت حربا ضد أعداء الإسلام تحولت إلى مواجهة بين المسلمين أنفسهم كما حدث بين الأتراك والأكراد وبين السنة والشيعة وتحولت إلى كارثة بعد ذلك فى سوريا بين أبناء الشعب الواحد وشارك فيها حزب الله .. وقد تدفقت حشود كثيرة من البلاد العربية تحارب فى سوريا وتسلل البعض منها إلى سيناء ولم تتردد جماعات مثل حماس وحزب الله من دخول بلاد عربية كما حدث فى مصر أثناء ثورة يناير واقتحام السجون المصرية وإخراج قيادات جماعة الأخوان المسلمين .. والأغرب من هذا صدور فتاوى من رجال الدين يدعون الشباب العربى إلى الجهاد ضد شعوب مسلمة أو دعوات غريبة مثل نكاح الجهاد لدعوة الفتيات المسلمات البريئات للذهاب إلى مواقع القتال .. إن قرار خادم الحرمين يضع نهاية لهذه الأفكار الهدامة التى تسللت إلى فصائل سياسية ترفع راية الإسلام وهى أبعد ما تكون عن روح الإسلام الحقيقى ..
نقلاً عن "الأهرام"