فاروق جويدة
العلاقات الدولية فى العالم تتغير امام قوى جديدة وحسابات مختلفة .. ان الصين تتصدر الاقتصاد العالمى الآن بأكبر درجات النمو الاقتصادى والإحتياطيات المالية .. وقد قفزت فى السنوات الأخيرة قفزات مذهلة ..
وكذلك الهند التى اصبحت من أهم المراكز الصناعية فى العالم وتقف روسيا من بعيد تحاول ان تستعيد دور وامجاد الاتحاد السوفيتى حين كان قوة دولية مؤثرة ..على الجانب الآخر تقف امريكا واليابان والإتحاد الأوروبى إلا ان الصورة اختلفت لأن الاقتصاد الأمريكى هو نقطة الضعف الأساسية امام القرار الأمريكى حيث العجز الرهيب فى الميزانية مع رصيد ضخم من الديون والأزمات فى مقدمتها ازمة البطالة.. لقد دخلت امريكا معارك كثيرة أرهقت الإقتصاد الأمريكى وبعد نجاحات ضخمة حققتها سياسة الرئيس الأسبق بيل كلينتون جاء بوش ليغرق امريكا فى حروب فى العراق وافغانستان ثم جاء الرئيس أوباما ليلقى الكثير من الأعباء الجديدة ..على جانب آخر يقف الاتحاد الأوروبى أمام ازمات حادة فى عدد من الدول كان فى مقدمتها اليونان واسبانيا مع أعباء اخرى تحملها فى الحرب فى ليبيا وفى منتصف الطريق تقف دول أخرى ونحن منها تبحث عن علاقات متوازنة بين هذه القوى جميعا ولهذا كانت الخريطة الجديدة لعلاقات مصر الخارجية حيث بدأت بالتواصل مع روسيا ثم الإمتداد نحو الصين والهند وفتح صفحة جديدة مع دول افريقيا ..إن مصر تبدأ الآن مرحلة جديدة تبحث فيها عن مصالحها الحقيقية ولهذا كانت رحلة المشير السيسى ونبيل فهمى الى روسيا وهى تعيد جسورا قديمة مع دولة كانت يوما القوة العظمى الثانية وبين مصر وروسيا تاريخ طويل بدأ ببناء السد العالى وانتصار اكتوبر ومواقف تاريخية لا تنسى بين الشعبين .. قد تشعر الإدارة الأمريكية بالقلق من توجهات مصر الأخيرة وقد ينزعج منها الاتحاد الأوروبى ولكن حين تكتمل الدائرة بعلاقات اخرى جديدة مع الصين والهند واليابان ودول شرق اسيا سوف يدرك العالم ان مصر قررت ان تنفتح على العالم كل العالم ..أمامنا تحديات كثيرة داخلية وهى وحدها القادرة على أن تضع مصر فى مكانتها أمام العالم.
نقلاً عن "الأهرام"