فاروق جويدة
انسحاب السودان من قضية سد النهضة مع إثيوبيا خسارة كبيرة لمصر، وقد كان واضحا أن فى سلطة القرار السودانى اطرافا تحاول التفاوض مع إثيوبيا بعيدا عن مصر وهذا خطأ تاريخى وجريمة فى حق الشعبين المصرى والسودانى..
إن اضرار السد سوف تغرق الخرطوم قبل ان تصل الى السد العالى.. وإذا انهار سد النهضة فسوف يلحق خسائر فادحة بالسودان وقبل هذا كله فإن موقف مصر والسودان من قضية المياه كان دائما متوافقا، فهما دولتا المصب وكلتاهما لها حصة تاريخية من مياه النيل تحكمها اتفاقات دولية، ومصر والسودان شعب واحد إلا أن الغريب فى الأمر ان سلطة القرار فى الخرطوم بدأت تتفاوض مع اثيوبيا حول استرداد بعض الأراضى التى دار حولها خلاف طويل ولكن هل يمكن أن يكون ذلك على حساب قضية تهم مصر والسودان وما الذى يجعل الحكومة السودانية تتخلى عن مصر فى هذه القضية الخطيرة..لقد كان واضحا أن الخرطوم تسعى لأن تكون الوسيط فى المفاوضات بين مصر واثيوبيا وهذا موقف مرفوض لأن أضرار السد سوف تلحق بالبلدين معا..هناك اخطاء فادحة فى تصميم السد تهدد بانهياره وهناك اخطاء فى موقع السد حيث يقام فى منطقة من الزلازل..وقبل هذا كله فإن اثيوبيا ترفض إطلاع احد على تصميمات السد حتى الأن بمن فى ذلك خبراء دوليون..كل هذه الأسباب تفرض على مصر والسودان ان يكونا طرفا واحدا وهناك فرق كبير ان تتقدم مصر بشكوى الى العالم وحدها وان يكون السودان طرفا فيها..إذا كانت العلاقات المصرية السودانية قد اصابها بعض الفتور بعد رحيل الإخوان عن الحكم فلا ينبغى ان يترك ذلك اى ظلال على مصالح الشعبين خاصة اننا نتحدث عن اهم قضايا مصر والسودان وهى مياه النيل..مطلوب من الحكماء فى سلطة القرار السودانى ان يعيدوا حساباتهم فى مفاوضات سد النهضة لكى يعود فريق التفاوض مصريا سودانيا ولا يعقل أبدا ان تنفرد اثيوبيا بطرف دون الآخر.. انسحاب السودان من سد النهضة جريمة يسأل عنها الشعب السودانى أصحاب القرار فيه .
نقلاً عن "الأهرام"