فاروق جويدة
الشارع المصرى لا يحتاج للمزيد من الانقسامات فقد تشرذم حتى وصل الى ابناء الأسرة الواحدة ووجدنا من يطلق زوجته الإخوانية ويطرد ابنه الليبرالى ومن وجدها فرصة لكى يتزوج امرأة اخرى.
وهو لا ينتمى لفصيل سياسى .. انقسم المصريون الى اخر مدى وبعد ان كنا نتحدث ذات يوم عن شبح يسمى الفتنة الطائفية حيث المسلمون والأقباط زادت حدة الانقسام حتى وصلت الى ابناء المجتمع بكل طوائفهم .. اصبحت بيننا فصائل سياسية من كل لون حتى وصل الانقسام الى ابناء الدين الواحد ما بين سلفيين واخوان وكل فصيل له اتباع .. ان اخشى ما اخشاه الآن ان تنتقل لعنة الانقسامات الى الانتخابات الرئاسية ويزداد الشارع المصرى انقساما .. ان الصورة النهائية للانتخابات لم تتضح حتى الأن ولكن يبدو من شواهدها انها ستفتح ابوابا كثيرة للانقسامات على مستوى الشارع وقد تصل الى مؤسسات الدولة الرئيسية وهذا هو الخطر الحقيقى..هناك اسماء اعلنت رغبتها فى الترشح وقد تفتح ابوابا جديدة لانقسامات اكبر واشمل خاصة ان بعض هذه الأسماء ينتمى لمؤسسات سيادية لها تأثيرها فى حياة المصريين..اننا نريد معركة انتخابية راقية لإختيار رئيس الدولة والشئ المؤكد ان منصب الرئيس لم يعد مغنما امام الأعباء والمسئوليات الضخمة التى تعيشها مصر الآن .. ان منصب الرئيس بصورته الحالية يدعو للإشفاق امام هذا الكم الهائل من القضايا والمشكلات والشئ المؤكد اننا لسنا فى حاجة الى المزيد من الإنقسامات ويكفى ما يدور الأن فى الشارع من صراعات سياسية وصلت الى مواجهة حادة وعنيفة مع حشود الإرهاب .. ان مصر تخوض معركة فى سيناء ضد الإرهاب وتخوض معركة ضد التطرف بكل الوانه وقبل هذا كله ان قضية الأمن والاستقرار اصبحت تهدد مستقبل هذا الوطن فى التنمية والتقدم .. ولا يعقل ان نضيف كل يوم الى دائرة الانقسامات فى الشارع المصرى المزيد من الأزمات ..المطلوب من عقلاء هذا الوطن ان يراعوا مصلحة مصر وامنها قبل اى شئ آخر .. ولا ينبغى ان تتحول الانتخابات الرئاسية الى معارك تقسم الشعب وتفتح الف باب للصراع .
نقلاً عن "الأهرام"