توقيت القاهرة المحلي 08:28:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدولة وأصحاب المعاشات

  مصر اليوم -

الدولة وأصحاب المعاشات

فاروق جويدة

المعركة التى تدور الآن بين الدولة واصحاب المعاشات لها من الأسباب ما يبررها وللإنصاف فهى ليست مسئولية حكومة واحدة ولكنها ميراث طويل لاعتداءات صارخة مارستها حكومات سابقة على اموال ومستحقات اصحاب المعاشات..  نحن امام جريمة كاملة الأركان اموال جمعتها مؤسسات الدولة من جهد وعرق وعمر الملايين من ابناء الشعب كان ينبغى ان ترعاها الدولة وتحافظ عليها وتضعها فى المكان الصحيح استثمارا وتنمية ليعود عائدها على هؤلاء .. كان ينبغى ان تتضاعف مستحقات اصحاب هذه المعاشات امام نمو هذه الاستثمارات وهى حق لهؤلاء الناس وهم يعيشون ارزل العمر ويجدوا فيها الأمان الصحى والنفسى والمعيشى.. كان ينبغى ان تواكب هذه الأموال ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم وتكاليف الحياة ولكن كل هذه الأشياء سقطت فى سيطرة الدولة على هذه الأموال ولم يتوقف الأمر على ذلك بل ان رأس المال نفسه اصبح مهددا وتحول الى مجموعة صكوك لدى الحكومة لأصحاب هذه الأموال.. انفقت الحكومات المتعاقبة اموال اصحاب المعاشات حتى تلاشت تماما واصبحت دينا ورقيا على حكومات مفلسة لم يكن من حق الحكومة انفاق قرش واحد من هذه الأموال بعيدا عن اصحابها ولم يكن من حق الحكومة ان تقيم بهذه الأموال مشروعات للأكابر او ان تضارب بها فى البورصة او ان تشترى بها سيارات لكبار المسئولين او تقيم منتجعات لأصحاب القرار.. لقد نهبت الدولة اموال اصحاب المعاشات وجاءت الآن تلقى لهم بعض الفتات بعد ان تراجعت الأرقام وكانت يوما بمئات البلايين من الجنيهات.. مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وعلى اصحاب المعاشات ان يقوموا بالحجز على القصور التى يسكنها اصحاب القرار من كبار المسئولين السابقين واللاحقين لأنها اقيمت بأموال هؤلاء الناس الذين يعيشون الآن اسوأ مراحل العمر وهم احوج ما يكونون لكل قرش من اموالهم الضائعة .. المعركة التى يخوضها البدرى فرغلى هذه الأيام ضد الدولة من اجل استرداد اموال المعاشات التى تسربت فى دهاليز الحكومة معركة مشروعة وهى جريمة لا يمكن ان تسقط بالتقادم . نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة وأصحاب المعاشات الدولة وأصحاب المعاشات



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon