فاروق جويدة
حين يكون اللقاء فى حضرة كاتبنا الكبير الغائب الحاضر أنيس منصور لك ان تتصور حجم المتعة والجمال والذكريات تطوف حولنا من كل جانب.. كانت المناسبة هى افتتاح مكتبة الكاتب الكبير فى الجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس.
الحضور متعدد الألوان رئيسة الجامعة ليزا اندرسون والسيدة الفاضلة حرم انيس منصور والزميلة الكاتبة الصحفية منى رجب والدكتورة علا رجب ونخبة من عشاق واصدقاء انيس منصور..المكان يجمع رحلة الكاتب الكبير، كتبه وصوره واشياءه ومكتبه وجوائزه واوسمته.. دارت كلمات كثيرة حول انيس منصور من رئيسة الجامعة التى تحدثت عن دور انيس الثقافى والفكرى فى الثقافة المصرية والفنان مصطفى حسين ود. عمرو سلامة واللواء فريد حجاج واللواء حسن ابو باشا ود. صبرى الشبراوى والكاتب الصحفى مجدى العفيفى، كانت روح انيس منصور بدعابته وحكاياته وقصصه تملأ المكان وتشع ضوءا ساحرا بين طلاب وطالبات الجامعة الأمريكية..لا شك انها لفته حضارية ثقافية رفيعة من إدارة الجامعة الأمريكية فى القاهرة وهى تتوسع كل يوم فى مبناها الجديد الفسيح الرائع وهى وقفة وفاء من اسرة انيس منصور وزوجته ورفيقة رحلته فى حرصها على تاريخ وذكريات وكتب وأوراق أنيس منصور، وفى مشهد رائع طاف الضيوف بين مكتبة انيس وشاهدوا صوره ورحلاته واصدقاء مشواره..تحدثت عن انيس الصديق والمفكر والكاتب والإنسان وقلت انه كان دائم البحث عن كل ما هو جديد ولهذا احب السفر وكان دائم الإحساس بالدهشة ولهذا بقى حتى آخر أيام حياته يكتب ويفكر حتى سقط القلم من يده، وكان شديد الوفاء لأصدقاء رحلته ورفاق عمره وكان شديد الإيمان بقناعاته فى الفكر والحياة والمواقف..وإذا كنا قد افتقدنا أنيس منصور الصديق والإنسان فقد بقى معنا بعقله وكتاباته وفكره واسئلته الحائرة سواء تلك التى وجد الإجابة عليها او رحل وهو حائر امامها .
شىء وحيد شعرت فيه بالألم وانا اطوف المكتبة شاكرا جهد الجامعة الأمريكية، الم تكن جامعة القاهرة هى الأحق بميراث وتراث انيس منصور وهو احد ابناءها..الم تكن المنصورة بلده الذى تغنى به زمنا هى الأجدر بأن تضم بين ربوعها شيئا من إبداع كاتبها الراحل؟! .
نقلاً عن "الأهرام"