فاروق جويدة
لا ينبغى ان تتأخر مصر فى تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ضد اثيوبيا بسبب سد النهضة وتحريك المجتمع الدولى ضد المشروع ..
لا ينبغى ان نكتفى بالشكوى الى شركة ايطالية تنفذ المشروع او اخرى فرنسية تشارك فيه .. امامنا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى ومحكمة العدل الدولية .. نحن امام ازمة حقيقية بعد ان تخلى السودان عنا واصبح طرفا مؤيدا للمشروع .. وهناك دول تتآمر علينا فى مقدمتها امريكا وهى تمارس نفس الألاعيب القديمة .. كما ان تركيا وقطر ودولا اخرى تحاول فرض الأمر الواقع على مصر .. هناك ارقام تؤكد ان الاستثمارت الخليجية فى اثيوبيا اكثر من 20 مليار دولار وهى تشمل ثلاث دول هى السعودية والامارات والكويت وحكومات هذه الدول قادرة على سحب هذه الإستثمارات .. لاشك ان السودان يمثل الآن نقطة ضعف شديدة فى موقف مصر وقد اعتدنا على ذلك من الرئيس البشير الذى فرط فى نصف وطنه ولن يكون غريبا ان يفرط فى النيل كله ويقدمه هدية لإثيوبيا.. ان هناك تغييرات ضخمة سوف تشهدها المنطقة وهى تتعارض مع مصالح اطراف دولية، ولهذا فإن حسابات المستقبل سوف تفرض واقعا جديدا على الجميع، ان العبث فى مياه النيل ليس فقط قضية سياسية اواقتصادية ولكنه قضية حياة المصريين، خاصة ان اثيوبيا تفكر فى إقامة سد آخر بجوار سد النهضة وهذا يعنى منع المياه تماما عن مصر .. يجب ان تحشد مصر رفضا دوليا لمواقف اثيوبيا خاصة ان الموقف الأمريكى يزداد غموضا تجاه مصر ومن واجبنا ان ندافع عن مصالحنا .. وإذا كان هناك من يهدد هذه المصالح فلدينا ما نستطيع ان نهدد به مصالح الآخرين وقناة السويس مازالت فى سلطة القرار المصرى وهى تتحكم فى حركة التجارة الدولية والبحر الأحمر كاملا، كما ان العالم العربى بثقله يستطيع ان يدعم مصر حتى ان غاب عنا السودان .. مطلوب فريق عمل مصرى من طراز رفيع على درجة كبيرة من الوعى والتجانس ليبدأ معركة السد وهى لن تكون سهلة ولن تكون قصيرة ولكنها معركة المستقبل.
نقلاً عن "الأهرام"