فاروق جويدة
الذى يجرى الآن بين بعض اعضاء الهيئة القضائية ظاهرة خطيرة خاصة انه يدور على شاشات التليفزيون والصحف .. ان بعض برامج التليفزيون تريد جنازة لتشبع فيها لطما وهى تبحث عن الإثارة مهما يكن الثمن
كما ان بعض الصحف تسعى لزيادة التوزيع وتختار المانشتات الملتهبة لتشعل الحرائق هنا وهناك من هنا بدأت القذائف تنطلق فى اكثر من جانب بين اعضاء الهيئة القضائية واخذت صورة الإتهامات والتجريح وإذا كان ذلك مقبولا عند البعض من فئات المجتمع فهو مرفوض تماما بين القضاة.. رغم ان التجاوزات مرفوضة فى كل الحالات فإن التجاوزات بين القضاة تمثل ازمة من نوع فريد..ان القاضى هو صوت العدالة وهو النموذج والقدوة وقبل هذا كله ان صمت القاضى حكمة وحديثه جلال .. وكلماته تصل بالإنسان الى حبل المشنقة او العدل المطلق .. فى بعض الأحيان اشفق على بعض الأسماء فى ساحة العدالة من انها تقول كلاما لا يتناسب مع جلال المنصب وتبدو الإتهامات كأنها شظايا تتناثر هنا وهناك والمؤسف انها تدور على الشاشات ويراها القاصى والدانى .. ان مؤسسة القضاء فى مصر تمثل تراثا حضاريا وإنسانيا رفيعا وهى من اقدم المؤسسات ليس فى مصر ولكن فى العالم العربى كله ..مازالت دور العدالة فى العالم العربى تحفظ صور واسماء قضاة مصر فى المحاكم وهم يكتبون تاريخا رفيعا فى السلوك والأحكام .. يجب ان تتوقف المعارك التى تدور الأن بين عدد من القضاة وان يحرص كل فريق على قدسية رسالته ومكانتها فى قلوب الناس..ان السبب فى ذلك كله هى لعنة السياسة التى اقتحمت كل مؤسسات مصر فغيرت النفوس وافسدت المواقف وبدأت رحلة طويلة من الإتهامات والتجاوزات بين ابناء المهنة الواحدة.. ان المعارك السياسية التى تجرى فى الشارع المصرى الآن لم تترك مجالا للحوار او الإختلاف فى الرأى .. وحرصا منا على قدسية العدالة يجب ان تتوقف تماما الحرب الدائرة الأن بين اعضاء الهيئة القضائية الموقرة فهى آخر ما بقى للمصريين من القامات الرفيعة والمواقف المشرفة .. هيبة القضاء انعكاس لصورة شعب وتاريخ أمة.