فاروق جويدة
لم يحاول المشير السيسى ان يخدع المصريين ويلقى لهم وعودا جميلة لم يتحدث كزعيم سياسى او مرشح رئاسى ولكنه تحدث كمواطن مصرى يشعر بهموم الناس..
لم يكن سياسيا وهو يعرض افكاره بهدوء شديد ولكنه كان عقلانيا وهو يكشف حقيقة الصورة وانها لا يمكن ان تكون جهد شخص واحد مهما كانت قدراته..ان ازمات ومشكلات مصر تحتاج الى ارادة شعب..ولهذا لا بديل عن العمل والإنتاج. ان التحدى الحقيقى امام الشعب المصرى الآن ان يستعيد وحدته وان يبنى وطنه ومهما كانت المعونات والمساعدات التى قدمها الأشقاء لنا إلا ان مصر تحتاج الى سواعد ابنائها..اشار المشير السيسى من بعيد الى الظروف التى تحيط بنا وما اصاب بلادا غيرنا، مؤكدا ان الشعب المصرى لن يقبل ذلك بأى حال من الأحوال..وقال ان الجيش والشرطة يؤديان واجبهما وهذه حقيقة وعلى الشعب ان يكمل المشوار.. كان حديث السيسى هادئا متوازنا بسيطا فيه الكثير من الصراحة والصدق..من حق الجيش الآن ان يطالب الشعب المصرى بأن يكمل مسيرته..ومن حق الشرطة ان تطالب الشارع المصرى بالمزيد من الانضباط لأن الفوضى لن تبنى وطنا.. جاء الوقت لكى تتوقف حشود المظاهرات الغوغائية التى اعتدت على حرمات الناس وحياتهم .. جاء الوقت لكى يجلس قادة الحركات الفئوية مع الحكومة لوضع خطة طريق حول مطالبهم التى لا يمكن ان تنتهى بين يوم وليلة .. جاء الوقت لإنقاذ آلاف المصانع المغلقة لتعود للعمل والإنتاج .. جاء الوقت لكى نفتح صفحة جديدة فى كل شىء.. لابد ان ندرك ان السياسة ليست المظاهرات فقط .. وان الشباب ليس النشطاء السياسيين وحدهم وان ثقافة الجهل تركت لنا شبابا اهتم بظواهر الأشياء ولم يدرك جوهرها.. وان ثقافة المهرجانات المزيفة لا تبنى عقولا ولا تصنع فكرا.. لا بد ان ندرك ان العمل جزء اصيل فى عقيدتنا وان الوطنية الحقيقية ان نبنى الأوطان ولا نخربها .
نحن جميعا ندعى حب مصر ولكن الحب ليس كلاما جميلا او شعارات براقة ان الحب الحقيقى ان ننجح فى بناء وطن جديد يليق بنا لأن انقاذ مصر لن يكون بغير ايدينا.
نقلاً عن "الأهرام"