فاروق جويدة
فى شبابنا كنا نتمنى ان نقول كلمتين فقط مع آمال فهمى فى برنامجها الأشهر «على الناصية» وكان المسئولون يتسابقون اليها وكان الشارع المصرى والعربى ينتظرها كل اسبوع فى رحلتها الإذاعية الجميلة.
اتصلت بها اسأل عنها بعد ان اختفى برنامجها امام وعكة صحية شديدة ومازالت حتى الأن تتلقى جلسات العلاج الطبيعى فى المستشفى .. قالت ان الرئيس عدلى منصور اتصل بى وسأل عنى فى لمسة انسانية عزيزة وامر بأن تتحمل رئاسة الجمهورية نفقات العلاج كاملة لأن الإذاعة التى منحتها عمرى لم تهتم كثيرا وانا قررت الا اعود للعمل مرة اخرى ولك ان تتصور ان مرتبى من الإذاعة 2600 جنيه شهريا وهذا المبلغ لا يكفى اى شىء على الإطلاق وفى رحلة مرضى عانيت كثيرا من إهمال الإذاعة وكنت اتصور ان اجد من المسئولين فيها رعاية اكثر ..
كان صوت آمال فهمى حزينا وهى تتحدث عن مرضها والزمن الذى جعلها تعيش هذه الظروف القاسية .. ان امال فهمى جزء عزيز من ذاكرة الشعب المصرى ولا اعتقد ان هناك مواطنا مصريا لم يقف معها على الناصية حين كان برنامجها يعيش قضايا الناس ويتحدث عن مشاكلهم وهمومهم .. لم تكن امال فهمى فى حاجة لأكثر من الرعاية وهى التى ظلت رغم سنوات العمر تنزل الى الشارع مع الميكرفون وتلتقى بالناس وتسمع منهم وتتحدث اليهم تعرضت لأكثر من ازمة مع الإذاعة المصرية بسبب قصائدى التى كانت تلقيها فى البرنامج ومنها قصيدتان شهيرتان هما «ماذا اصابك يا وطن» وهى عن ضحايا سالم اكسبريس و«هذى بلاد لم تعد كبلادى» عن الضحايا من شباب مصر على شواطئ ايطاليا واليونان .. لا ينبغى ان يغيب صوت امال فهمى عن الإذاعة المصرية وإذا كانت لا تستطيع تقديم برنامجها الشهير فإننى اقترح على الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام ان تسجل الإذاعة حلقة اسبوعية مع امال فهمى تحكى فيها ذكرياتها وسوف تكون هذه الذكريات إضافة حقيقية لتاريخ الإذاعة المصرية .. حرام ان يغيب صوت امال فهمى وهى مازالت بيننا.
نقلاً عن "الأهرام"