توقيت القاهرة المحلي 08:59:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شعب ابن نكتة

  مصر اليوم -

شعب ابن نكتة

فاروق جويدة

المصريون شعب ساخر ابن نكتة ولهذا فإن للسخرية فى مصر تاريخ طويل، وقد واجه الشعب المصرى كل اللحظات القاسية فى حياته بالسخرية وكثيرا ما كنا نسخر من انفسنا ..فى قاموس الحياة اليومية تجد آلاف النكت والجميع يضحك..ولا يوجد شعب فى العالم سخر من نفسه مثل المصريين، وكنا نعتبر ذلك شيئا من النقد او الرفض او التعليق على الأحداث..ان النكتة المصرية كانت فى بعض الأحيان هى الوسيلة الوحيدة للرفض والتعبير عن موقف معارض..كنا نسخر من همومنا ولا نواجهها ونضحك على حكامنا ولا نعترض على ما يرتكبون من المآسى والأخطاء وفى تقديرى ان النكتة المصرية لم تجسد يوما موقفا ايجابيا فى الحياة انها مجرد ضحكة ساخرة وينتهى كل شئ ويبقى الظلم ظلما والطغيان طغيانا..من السهل ان نفرغ طاقات الغضب فى ابتسامة ساخرة لن تقدم ولن تؤخر..ومن اسوأ المواقف التى اصابت المصريين بسبب النكتة انها حولت الجد هزلا.. وفى السنوات الماضية تحولت حياتنا كلها الى مجرد نكته ونحن نشعر بسعادة غريبة وكل واحد منا يمسك بشريحة من المجتمع ويوسعها سخرية وضحكا .. وكان من نتيجة ذلك انه لم يبق لدينا شئ من الجدية حتى فى تلك الأمور المهمة والخطيرة فى حياتنا.. وانتشرت بيننا بعض الوجوه التى نجحت فى السخرية من كل شئ وبدأ هؤلاء يجمعون الملايين ويغيرون طبيعة الأشياء ونحن نضحك ولم نكتف بأن نضحك على انفسنا ولكننا تحولنا الى وسائل لإضحاك الآخرين هل شاهدت يوما فنانا عربيا يسخر من شعبه ويضحك عليه ان الشعب الوحيد الذى يجيد السخرية من نفسه هو الشعب المصرى ..وفى سبيل ذلك لا مانع من ان نسخر من تاريخنا ورموزنا وفقرنا ابتداء بفقراء الصعيد وانتهاء بأعز الأشياء لدينا..حتى اغنياتنا الجميلة تحولت الى وسيلة للسخرية فى الأفلام والمسلسلات..هناك مثل يقول الضحك من غير سبب قلة ادب ونحن الآن نضحك من كل شئ وعلى اى شئ..وهناك كثيرون الأن ينطبق عليهم هذا القول ولكن من يحاسب من والمولد لم ينته بعد وإذا سألت او عاتبت يقال لك نحن شعب ابن نكتة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعب ابن نكتة شعب ابن نكتة



GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 08:53 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 08:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 08:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

GMT 08:48 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon