توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسعد الناس حظا

  مصر اليوم -

أسعد الناس حظا

فاروق جويدة

هل تذكر آخر مرة شاهدت فيها القمر لا اعتقد انك رأيته والسحابة السوداء تخفى كل شىء فيه..قليلا ما يبدو القمر وسط السحابات الرمادية التى تغطى وجه السماء..هل تذكر آخر مرة شاهدت فيها وردة جميلة اهداها لك قلب يحبك.. من أين تأتى الزهور والزحام يطارد الطرق والناس يتسابقون الى المجهول ولا احد يعرف الى اين يمضى..هل تذكر آخر كلمة حب قلتها وشعرت انك صادق فيما قلت ام ان صخب الحياة وضجيج الناس حولك جعلك تنسى كل هذه الأشياء..هل تذكر كم كان النيل جميلا ورائعا وانت تراه يمضى شامخا فى كبرياء..حاول ان تسترجع تلك الأيام البعيدة التى كنت تجلس فيها على شاطئ النيل وانت تعانق احلامك البريئة..حاول ان تسترد شيئا من عبق هذا الزمان رغم انك لا تستطيع ان تستعيد ساعة منه..فى احيان كثيرة يجلس الإنسان مع نفسه يراجع حشودا من الذكريات الجميلة انها لا تشبه حشود هذه الأيام التى احرقت الشوارع ودمرت الأشياء..انها حشود من الزمن الجميل تقتحم ذاكرتك وتستعيد معها عمرا وجمالا ومشاعر.. إن افقر الناس حظا فى الحياة إنسان بلا ذكريات هناك من يجمع الأموال فى البنوك وهناك من اجاد المؤامرات وملأ صفحات حياته بالمكائد..وهناك من تحول قلبه الى خرائب تسكنها الكراهية وهناك ايضا من ملأ قلبه بالذكريات الجميلة..هنا احب..وهنا اخلص وهنا تألم وهنا ذاق لوعة العتاب.. إن هذا الإنسان الذى ملأ حياته بكل هذه الأشياء هو الأسعد حظا..انه يريد من المال ما يكفى.. ويريد من الناس القليل من الود..ويريد من العمر ان يكون صفحات مضيئة بالأمل والحب وحين يغلق كتاب حياته سوف يشعر انه لم يكن يوما مصدرا لإيذاء احد ولم ينافق من اجل غرض زائل ولم يشارك فى زفة او يدق الطبول لأحد..لقد ملأ صفحات حياته بالعطاء والصدق حين احب وحين فارق وحين تألم..ان الحياة مشوار نستطيع ان نغرس فيه نجوما مضيئة ونستطيع ايضا ان نجعل منه غابات موحشة..تستطيع ان تختار ما يجعلك سعيدا دون ان تكون سببا فى تعاسة الآخرين..اسعد الناس حظا إنسان لديه اكبر رصيد من الذكريات . نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسعد الناس حظا أسعد الناس حظا



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon