فاروق جويدة
وصل الإخوان المسلمون الى حكم مصر أكبر دولة عربية وخرجوا من الحكم بعد عام واحد غير مأسوف عليهم وبعد أن كانوا أمام الناس يمثلون تيارا دينيا يتحدث بأسم السماء تحولوا إلى عصابات إرهابية تفجر القنابل وتقتل الأبرياء بلا ذنب او جريمة ..
خسر الإخوان فى كل الحالات ويحتاجون عشرات السنين ليستعيدوا شيئا من خسائرهم..لقد خسروا ثقة الناس الذين وقفوا معهم فى الانتخابات فى يوم من الأيام وخسروا القضاء الذي وقف معهم وأصدر لهم مئات الأحكام التى انصفتهم.. وخسروا الإعلام الذى دافع عنهم وخسروا الأمن الذى دافع عن اسرهم وعائلاتهم وخسروا الرأى العام الذى كان يوما مؤيدا لهم وخسروا شبابهم وقد تحولوا الى عصابات ارهابية فى الجامعات التى تحولت الى خرائب على ايديهم..ماذا بقى للإخوان المسلمين الآن ..هل بقيت لهم الأعمال الإرهابية فى سيناء وإصرارهم على إعلان الحرب على الجيش المصرى .. هل بقيت لهم تفجيرات الإسماعيلية والمنصورة والقاهرة وجامعة القاهرة وجامعة الأزهر وعشرات الضحايا الذين سقطوا من رجال الشرطة..هل بقيت لهم محاولات تشويه مصر امام العالم الخارجى فى مؤامرات إعلامية مكشوفة هل بقى لهم تعاونهم المشبوه مع قوى خارجية ضد هذا الشعب .. لقد احرق الإخوان المسلمون آخر اوراقهم فى مواجهة مع الشعب المصرى .. ان معركة الإخوان الآن ليست مع الجيش او الشرطة انها معركة مع كل اسرة مصرية سقط منها شهيد..لقد تصور الإخوان حين اجتمعوا فى ميدانى رابعة والنهضة ان ذلك تمهيد لإعلان دولتهم المستقلة وكأنهم انفصلوا عن هذا الشعب ونسى هؤلاء انهم وصلوا بالفعل الى حكم مصر وانهم فشلوا فى إدارة شئونها وانهم ارتكبوا فى حق انفسهم وحق هذا الشعب خطيئة كبرى حين تصوروا انهم قادرون على إقصاء كل صاحب فكر او رأى لا يتفق معهم..ان العمليات الإرهابية التى حدثت فى مصر سحبت الكثير من رصيد القوى الإسلامية التى اغرقت الناس بالوعود والأوهام تحت راية الإسلام وكانت النتيجة انهم كانوا اكبر إساءة للإسلام.. الإخوان خسروا كل شئ الماضى والحاضر ولا مكان لهم فى مستقبل هذا الوطن .
"الأهرام"