توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حين بكت الأورمان

  مصر اليوم -

حين بكت الأورمان

فاروق جويدة

حملتنى قدماى الى حديقة الأورمان كنا فى صبانا نعبر بين اشجارها المتناثرة وهى تغطى السماء بلونها الأخضر الساحر. .كانت تجمع انواعا نادرة من الطيور وكانت الفراشات تسير امامنا اسرابا وكأنها مواكب للحب والجمال..فى حديقة الأورمان كانت قلوبنا الصغيرة مليئة بالحب ولم تتسرب اشباح الكراهية الى نفوسنا..كانت الأيادى تتعانق فى لقاء حب ابدى وكانت احلامنا بريئة أن نقرأ وان نتعلم وان نحب هذا الوطن..كانت الأورمان حديقة احلامنا بين اشجارها عرفنا اول كلمة حب وقرأنا اول قصيدة شعر وعرفنا اول لهفة قلب وصافحنا اول حلم برىء.. < وقفت امام الحديقة وجدت اشجارا تبكى واغصانا تنتحب وعصافير تندفع من اعشاشها فى حالة فزع شديد..تساءلت الحديقة هل كنت تتصور يوما ان يختبئ الموت فى اشجارنا..هل كنت تتخيل ان يزرع الإرهابيون القنابل بين اغصاننا..هل كنت تتصور أن تتدفق الدماء البريئة الطاهرة بين جذورنا..من أين جاءت هذه الوحشية ومن علم هؤلاء ان الأشجار يمكن ان تكون مخبئا للقنابل وهى موطن العصافير..حين اهتزت اركان الحديقة بالانفجار المروع سادت حالة فزع بيننا ووجدنا العصافير تختفى والأغصان ترتجف ولاح شبح الموت فى أفق الحديقة الجميلة التى شهدت اجمل ايام مصر حبا وفكرا وثقافة..نحن هنا عشنا فى حمى جامعة القاهرة وامامنا عبرت مواكب النابغين من طلابها واساتذتها ورموزها العظيمة مازلنا نذكر حفلات ام كلثوم وهى تصدح فى قاعة المحاضرات الكبرى..مازال صوت عبد الناصر يهز ارجاء القاعة وهو يخطب فى الملايين..مازال صوت طه حسين يشدو فى مدرجات كلية الآداب ومازال السنهورى يصدح فى كلية الحقوق..ومازال مشرفه فى معامل كلية العلوم ومازالت صورة نجيب محفوظ وهو يمضى الى قسم الفلسفة..مازالت صورة سهير القلماوى وعائشة راتب ونعمات فؤاد وبنت الشاطئ ولطيفة الزيات وفاطمة موسى مازال جمال حمدان وشوقى ضيف ورشاد رشدى وزكى نجيب محمود و مصطفى سويف وغربال و محمد انيس كل هؤلاء عبروا هنا هل يمكن ان يكون حصاد هؤلاء شبابا طائشا ومضللا..من حقه ان يغضب او يرفض ولكن جريمته الكبرى ان يحرق الأشجار، إن الآيادى التى تحرق الشجر لا يمكن ان تبنى وطنا . نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين بكت الأورمان حين بكت الأورمان



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon