فاروق جويدة
هناك اشياء غير مفهومة تجاه قضايا كثيرة تتسم بالغموض فى موقف النظام السودانى ولا اقول الشعب السودانى لأنها مواقف رسمية تحتاج الى تفسير..ماذا يعنى إعادة رسم الحدود فى بعض المناطق بين اثيوبيا والسودان فى وقت تدور فيه معركة ضارية حول سد النهضة الذى يهدد الشعبين المصرى والسودانى..
فى الوقت الذى فشلت فيه محاولات التفاهم حول سد النهضة تقوم الحكومة السودانية بالتفاوض مع اثيوبيا وتحصل على جزء من الأراضى..ماذا يعنى توقيع اتفاقية للتعاون العسكرى بين اثيوبيا والسودان ويتم الإعلان عنها من الجانب الاثيوبى وهل تم التنسيق بين القاهرة والخرطوم حول هذه الاتفاقية خاصة فى ظل التوتر الشديد فى العلاقات بين مصر واثيوبيا..ماذا تعنى زيارة امير قطر الى الخرطوم وتقديم مليار دولار دعما للسودان فى وقت تشهد فيه الساحة مؤامرات واسعة من قطر ضد مصر ودعمهم للإخوان المسلمين الهاربين الى الدوحة..لا احد يتجاهل الانتماء القديم بين النظام السودانى وجماعة الإخوان المسلمين ولا احد ينسى ان السودان استضاف يوما زعيم القاعدة اسامة بن لادن وكانت ابوابه مفتوحة للتوسع الإيرانى.. ولكن ان يتجاهل النظام السودانى الموقف القطرى العدائى من مصر فهذا امر غامض وغير مفهوم..ان الجميع يعلم ان قطر تعيش الآن نكسة شديدة امام فشل سياسة التوسع التى انتهجتها ولا تتناسب مع قدراتها تاريخا وحاضرا واكبر شواهدها الموقف السعودى والخليجى وقطع العلاقات معها.. ان الجميع يقدر الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها الاقتصاد السودانى ومصر لا يمكن ان ترفض اى مساعدات يحصل عليها السودان الشقيق ولكن ان يصل الأمر الى اتفاقيات وتسويات غامضة مع اثيوبيا فيها تنسيق عسكرى فهذا يتعارض مع ثوابت تاريخية فى العلاقات بين مصر والسودان ان العلاقة بين البلدين الشقيقين ليست نظاما يجىء او يرحل او تعاونا له اطماع سياسية تصل الى درجة المؤامرات هنا تصبح هذه العلاقات فى خطر ويجب الكشف عن كل جوانبها..ما بين مصر والسودان اكبر من النظم الحاكمة ويجب ان يراعى كل صاحب قرار قبل ان يوقع اتفاقا ما يحمله من مخاطر قد تضر بمستقبل الشعبين.
"الأهرام"