توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كبير العائلة

  مصر اليوم -

كبير العائلة

فاروق جويدة

كان كبير العائلة فى ريف مصر هو العمدة والمأمور والحكمدار ووزارة الداخلية..وفى جرائم القتل والسرقات الكبرى كان مأمور المركز يذهب الى كبير العائلة او شيخ القبيلة ليجمع الناس ويتم الصلح وتصدق وزارة الداخلية على الجلسات العرفية التى كانت تعتبر من مسئوليتها ودورها فى حياة المصريين ..كم من جرائم القتل التى جرت فى ربوع مصر وتم الصلح فيها عرفيا حيث تذبح الأغنام وتدفع الدية وتتصالح جميع الأطراف..ومنذ سقطت هيبة كبير العائلة امام شطط الصغار واختفى شيخ القبيلة امام ظروف الحياة وضغوط المعيشة وانقلاب الهرم الاجتماعى اصبحت الأصفار ارقاما والأرقام اصفارا وغزت الحشائش حدائق مصر واجتاحت نخيلها واختفت كل هذه الظواهر الاجتماعية الراقية التى كانت تعكس دائما احترام الجيرة وتقدير العلاقات الإنسانية بين الناس..وحين سقط عشرات القتلى فى اسوان فى معركة قبلية غريبة احتارت اجهزة الحكومة فى مواجهة الموقف امام العنف والفتنة وذهب فضيلة الإمام الأكبر د. احمد الطيب شيخ الجامع الأزهر وجمع القبائل المتصارعة بلا اسباب واستطاع ان يجمع الشمل مرة اخرى وجلس كبار قبيلة الهلالية و الدابودية معا وتم الإتفاق على تفاصيل كثيرة حول التعويضات والدية وحقوق الدم وعادت صورة الصعيد القديمة تطل مرة اخرى فى السماحة والمودة وحسم المواقف من خلال كبار العائلات .. إن هذه التقاليد العريقة فى الأسرة المصرية ليست بدعا كان كبير العائلة هو وزير الداخلية وصاحب السلطة وتسرى كلمته على الجميع .. وكان شيخ الغفر فى القرية يدير شئون الأمن وكأنه مأمور المركز وكان إمام المسجد يجمع الناس حوله بالحب والتقدير والتسامح ولم يكن هناك قبطى ولا مسلم لأننا جميعا مصريون ولم يكن هناك مصرى مؤمن ومصرى آخر كافر..لم نعرف كل هذه الفتن التى اطاحت بأجمل الأشياء فينا وهى احترام الكبير وتقدير الصغير والعفو عند المقدرة والتسامح بين الناس..إذا كان البعض يرى ان العائلة والقبيلة من مظاهر زمن قديم مضى فهى لم تكن مظاهر تخلف ولكنها كثيرا ما اكدت اصالة هذا الشعب وجذوره العريقة كبير العائلة ليس فقط سنا ولا تاريخا ولكنه دور اجتماعى واخلاقى فى هذا المجتمع . "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كبير العائلة كبير العائلة



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon