فاروق جويدة
من حق فلول الحزب الوطنى المنحل ان تكون لهم حياتهم واعمالهم المشروعة فى التجارة والإنتاج ولكن ليس من حقهم ان ينصبوا السرك السياسى مرة اخرى فقد صدر حكم قضائى يقضى بحل الحزب وهذا يعنى المنع من الأنشطة السياسية.
ومن حق الإخوان المسلمين ان يعودوا الى المساجد يمارسون اعمال الدعوة ويطلبون الصفح والغفران من الناس ربما صفح المصريون عنهم اما ان يعودوا الى النشاط السياسى وتشكيل الأحزاب وتخريب عقول الشباب فهناك قرار باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة ارهابية وليس من حقها ان تمارس العمل السياسى..على الشعب المصرى بكل فئاته ان يحرق هذه الملفات السوداء فى تاريخه ويبدأ من جديد ويكفيه ما حدث..اقول هذا وهناك دعوات مشبوهة تطالب بعودة فلول الوطنى الى العمل السياسى وفى تقديرى ان الحكم بحل الحزب الوطنى يسرى على جميع اعضاء الحزب وليس فقط من شاركوا فى جرائم ادانها القانون..ان هذا حكم شامل وليس إدانة لعدد من الأشخاص لأنه يمثل إدانة تاريخية وإنسانية واخلاقية وسياسية ان البعض يتحدث عن عودة الفلول وللأسف ان هؤلاء نسوا جرائم الحزب الوطنى فى حق هذا الشعب ابتداء بالانتخابات المزورة وتزييف إرادة الشعب وانتهاء بنهب ثرواته وسرقة مستقبله وهذه جرائم لا تسقط بالتقادم..على جانب آخر يبدو دعاة المصالحة مع الإخوان وينسى هؤلاء ما يجرى فى الشارع المصرى من التخريب والدمار لقد دمر الحزب الوطنى مصر خلال ثلاثين عاما من الاستبداد والفساد..ودمرت جماعة الإخوان المسلمين عقول شباب هذا الوطن بالفكر المنحرف والتدين الكاذب ثم دمرت المنشآت والمؤسسات فى عمليات انتقام وحشية..وهنا يكون السؤال على اى اساس يمكن ان يبدأ الحزب الوطنى من جديد..وعلى اى اساس يمكن ان يعود الإخوان للعمل السياسى وهم يحملون السلاح فى الشوارع..هذه صفحات سوداء فى حياة المصريين ولا مكان لها فى مستقبل هذا البلد والأفضل للإخوان والوطنى ان يختفيا تماما من ذاكرة المصريين ربما صفح عنهم هذا الشعب..مازالت هناك اصوات شاذة واقلام مأجورة تدافع عن هذا وتطالب بعودة ذاك ولا اعتقد ان الشعب المصرى بوعيه يمكن ان يعيد هذا الماضى البغيض.
"الأهرام"