فاروق جويدة
ضاع العام الدراسى على طلاب الجامعات المصرية ما بين التخريب والمظاهرات وتدمير مؤسسات الدولة من جماعة الإخوان المسلمين.
لا اعتقد ان طالبا واحدا قد استفاد من الأيام القليلة التى انتظمت فيها الدراسة ببعض الكليات .. ما حدث فى جامعة الأزهر طوال العام الدراسى يؤكد ان العام الجامعى قد ضاع تماما.. وفى جامعة القاهرة لم تستقر الدراسة يوما واحدا .. اما جامعة عين شمس فقد سقطت فيها كل القيم الجامعية.. لقد حاول البعض ان ينصح الحكومة بتأجيل الدراسة اكثر من مرة ولم تنجح المحاولات وكان هناك اصرار على استمرار الدراسة حتى لا يقال ان الأمن فى مصر غير قادر على حماية العملية التعليمية.. واقترح البعض الآخر دخول قوات الأمن الى الحرم الجامعى ورفض رؤساء الجامعات ذلك رغم وجود اسلحة وذخائر بين الطلاب داخل المدرجات وفى اروقة الكليات .. وكانت النتيجة سقوط الطلاب القتلى داخل الجامعات بعيدا عن قوات الأمن .. هناك اخطاء كثيرة حدثت فى العام الدراسى اولها السماح للتجمعات الطلابية الإخوانية ان تتحكم فى الشارع الجامعى مع دعم من عدد كبير من الأساتذة الذين ينتمون للإخوان وكانوا وراء عمليات التحريض وكان ينبغى رصد هذه الأنشطة المشبوهة والتعامل معها من البداية ولكن رؤساء الجامعات رفضوا دخول الأمن وشجع ذلك المزيد من التجاوزات بل والاعتداء على رجال الشرطة .. على جانب آخر كان ينبغى معالجة الموقف مع الأساتذة المحرضين اما بإبعادهم عن الساحة الجامعية ولو مؤقتا او بمتابعة انشطتهم ومحاسبة من يحرضون طلاب الإخوان منهم على تخريب الجامعات وتدمير منشآتها .. ان الشىء المؤكد ان العام الجامعى قد ضاع على الطلاب الجادين لأن الإجازات وتقديم الامتحانات وحالة الفوضى فى الكليات المختلفة لم تسمح بعملية تعليمية سليمة طبقا للتقاليد الجامعية المتعارف عليها .. عام جامعى ضائع ومدرجات تكسرت واساتذة متآمرين وآخرين ضاعت هيبتهم امام تصرفات وإجراءات اتسمت بالفوضى ولهذا فإن الجامعات تحتاج الآن الى عمليات ترميم فى المبانى وإصلاح فى القيم والأخلاق
نقلاً عن "الأهرام"