فاروق جويدة
فى كتابه الجديد فى "مواجهة البطلان " فى عقود البيع والتخصيص والخصخصة يقدم لنا الفقيه القانونى د. شوقى السيد دراسة عميقة وممتعة حول بطلان العقود
وهى القضية التى دار حولها جدل كبير فى الفترة الماضية عن عقود كثيرة وقعتها الحكومات المتتالية ومؤسسات الدولة والأفراد واثارت خلافا حول محاولات دائمة لفسخ هذه العقود والتشكيك فى صحتها ومدى الالتزام بها من الناحية القانونية ..
فى الكتاب يؤكد د. السيد قدسية التعاقد بين الأطراف سواء كانت رسمية او اهلية ويتعرض لأحكام كثيرة ببطلان العقود بيعا وانتفاعا خاصة الشركات الخاسرة وعقود الخصخصة, مؤكدا ان احكام بطلان العقود تتناقض مع نظريات قانونية راسخة يرى د.شوقى السيد ان من اخطأ عليه ان يتحمل الخطأ ولابد من احترام التعاقدات واستقرار المعاملات وافتراض حسن النية وتعزيز الثقة فى الإدارة .. ويشير المؤلف الى ان قوانين المناقصات والمزايدات فى مصر كانت وراء الكثير من احكام البطلان فى العقود بيعا وشراء .. ولا شك ان قضية بطلان العقود او التشكيك فى مدى صحتها اصبحت واحدة من القضايا الهامة التى ترتبت عليها آثار سلبية فى الفترة الأخيرة خاصة امام إلغاء وفسخ عدد كبير من عقود بيع الأراضى والوحدات الإنتاجية امام التشكيك فى نزاهة المؤسسات المسئولة عن البيع والشراء طوال السنوات الماضية .. وتأتى اهمية هذا الكتاب من قامة قانونية انه يلقى الضوء على مفاهيم كثيرة خاطئة فى الغاء العقود او فسخها، وهنا يأتى دور القانون فى تحديد الالتزامات والمسئوليات على جميع الأطراف .. اختار د. شوقى السيد ان يدافع عن قدسية التعاقد مهما كانت التجاوزات فيه حرصا على الثوابت القانونية التى تحكم سلطة القرار.. ويبقى ان الكتاب يثير جدلا حول الجوانب السياسية والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية التى حكمت هذه العقود ومدى صحتها فى ظل مناخ سياسى مرتبك اتسم بالفوضى وعدم الاستقرار وفتح ابوابا كثيرة لمجالات ومكاسب ابعد ما تكون عن قدسية النشاط الاقتصادى خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأموال شعب ومستقبل ومصير امة .
"الأهرام"