فاروق جويدة
آخر تقاليع الصناعة فى دول شرق آسيا التى تصدرها إلينا كوب شاى صنع فى الفلبين عليه علم مصر وثورة يناير واهدافها الثلاثة حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية.
والأغرب من ذلك ان ملايين الأعلام التى حملها المصريون فى المظاهرات طوال السنوات الثلاث الماضية صنعت فى الصين.. وقد لا يعلم البعض ان الصين تحتكر الآن صناعة سجاجيد الصلاة والسبح بل انها تقدم نماذج مختلفة لفانوس رمضان ويتضح ذلك فيما يشتريه حجاج بيت الله الحرام من السجاجيد والسبح ما بين الحج والعمرة ولنا ان نتصور ايضا ان نصف سكان العالم من المسلمين يشترون كل هذه الأشياء..هذه مصادر دخل تقدر بالبلايين وليس الملايين..بعد قيام ثورة يناير بأيام قليلة كانت اعلام مصر التى صنعت فى الصين تملأ الشوارع وتسأل كيف تم صنعها وكيف جاءت بهذه السرعة.. وتكتشف انه الوعى وقراءة الأحداث..فى القاهرة الأن عائلات صينية تطوف بالبيوت ومعها السلع الصينية المختلفة ابتداء بالملابس وانتهاء بالأجهزة الكهربائية وفى يوم من الأيام كان الثوم المصرى من اشهر المنتجات فى العالم كله وكان يتمتع بسمعة دولية مع انتاج مصر من البصل، وخاصة أن الفراعنة كانوا يعلقون البصل والثوم على البيوت وفى المقابر، وفى الأسواق المصرية الأن انواع من الثوم الصينى كبيرة الحجم وليس لها طعم وتباع بأسعار ارخص كثيرا من الثوم المصرى..إن الغزو الصينى لأسواق العالم حتى امريكا يمثل تحديا رهيبا للجميع وليتنا نتعلم من هذا الدرس انتاجا وتصديرا وعملا وكيف يعيش شعب بهذه الكثافة السكانية.
الخلاصة ان هناك شعوبا تعمل وتنتج ولا تجلس الليل امام الفضائيات وتنام النهار حتى إشعار آخر وما بين برامج التوك شو والفن الهابط تمضى رحلة الحياة فى مصر حيث لا عمل ولا إنتاج.. هذه الصناعات الصغيرة مثل السجاجيد والسبح وأكواب الشاى تقوم بها مصانع صغيرة فى دول شرق آسيا وتباع بأسعار رخيصة جدا مما يشجع على زيادة الإنتاج..يحدث هذا ولدينا ملايين الشباب الذين يجلسون على المقاهى او ينتظرون معونات التحريض على التظاهر التى يقدمها الإخوان لإحراق ما بقى من مؤسسات هذا البلد .
"نقلًا عن جريدة الأهرام"