فاروق جويدة
النساء انواع هناك امرأة من نور وهناك امرأة من لهب وكنت اقول لنزار قبانى المرأة عندك قطعة من اللهب والمرأة عندى قطعة من نور والفرق بين الإثنين ان اللهب يحرق وان النور يضىء..
والغريب ان اللهب لا يحرق فى كل الحالات بل انه احيانا يبدو خامدا ويختفى تحت تلال الرماد وهو يشبه البراكين التى تنطلق فى غفلة منا وتدمر كل شىء وهذا النوع من النساء يحرك خيال الرجال ويعبث كثيرا فى مشاعرهم لأن النور شئ هادئ وحساس ويمكن ان نراه بعيدا ويمكن ايضا ان نقترب منه ولكن اللهب شئ يختلف إذا اقتربنا منه دمرتنا حرارته وإذا ابتعدنا عنه دمرتنا برودة الحياة بعده..ولهذا فإن المرأة اللهب اكثر جاذبية ولكن فيها اشياء كثيرة غامضة ويكفى انك لا تعرف متى تهدأ ومتى تثور..ولكن المرأة النور تكتفى بأن تضىء لك طريقا او تفتح امامك ابوابا او تمنحك الأمن فى حماها وإذا كانت المرأة لهبا او نورا فإن الرجل هو الفراشة التى تحلق حول اللهب احيانا فيحترق وقد يسبح فى متاهات النور فيتوه فيها ولهذا فإن الرجل هو الخاسر فى كل الحالات ما بين اللهب والنور والرجل العاقل هو الذى يجعل من اللهب نورا ومن النور دفئا وفى هذه الحالة يكسب الإثنين معا..فإذا صادفتك يوما المرأة اللهب كن حذرا مع تقلباتها وطباعها ولا تترك نفسك ضحية نزواتها الطارئة لأنها تثور احيانا وتهدأ احيانا ولكنها تحمل صفات النار فى خداعها وبريق الوانها وقدرتها على الدمار..اما إذا لاحت امامك امرأة من نور فكن ايضا حذرا فقد يهبط عليك الظلام فجأة حين تراها تنسحب فى لحظة احتياج او ضعف او قلة حيلة.. ان الرجل فى هذه الحالة يشبه قائد السيارة يحاول ان يتخطى العقبات ويقتحم السدود وقد يكتشف ان اضواء السيارة لا تعمل وان عليه ان يتوقف قليلا ويعيد حساب الأشياء وتبقى حواء قطعة لهب او قطعة نور وقد يجتمع الإثنان معا فتجد فيها اللهب والنور وتعيش معها دفء المشاعر وصحوة الضمير وهما من اندر الأشياء فى زماننا .
"الأهرام"