فاروق جويدة
هناك دول تبحث عن امتار قليلة على اى شاطئ من الشواطئ..بل ان هناك دول بلا شطآن..والشواطئ تمثل ثروة حقيقية لمن يعرف قدرها.
انها تفتح ابوابا على العالم الخارجى وتمثل موارد تاريخية فى الصادرات والواردات والنقل البحرى وهو من ارخص وسائل النقل.. وفى الشواطئ ثروات بحرية تبدأ بالأسماك وتنتهى بما تحمل البحار من الموارد.. وتعتبر مصر من اكثر دول العالم فى رصيد شواطئها.. على البحر المتوسط حيث اقدم حضارات التاريخ وحيث المواجهة مع جنوب اوروبا كلها وجزء كبير من آسيا..وتمتد الشواطئ المصرية آلاف الكيلو مترات على البحر المتوسط من العريش وحتى السلوم مرورا على الإسكندرية ودمياط وبورسعيد وكلها مراكز تجارية قديمة..وعلى البحر الأحمر تمتلك مصر مساحة ضخمة على هذا البحر العتيق وبجانب هذا توجد قناة السويس وهى دولة داخل الدولة بعواصمها الثلاث السويس وبورسعيد والإسماعيلية ولو ان مشروع قناة السويس الذى يجرى الإعداد له الآن جمع بين التخطيط والجدية والإدارة فسوف يصبح اكبر موارد مصر الإقتصادية..ولا شك ان الحكومات المصرية المتعاقبة لم تهتم كثيرا بالشواطئ المصرية بل انها اهملتها اهمالا شديدا ويكفى ما حدث فى الساحل الشمالى حيث تحول الى منتجعات يزورها المصريون شهورا قليلة طوال العام وقد دفعت فيه الدولة آلاف الملايين من الجنيهات..وكان ينبغى ان ينقسم الساحل الشمالى الى مناطق انتاجية وشواطئ صيفية ولكن لعبة تقسيم الأراضى وبناء المنتجعات كانت سببا فى بقاء هذا المكان الساحر على صورته الحالية..ان المطلوب الآن ونحن نفكر فى المستقبل ان يعاد النظر فى منظومة الشواطئ المصرية بحيث يتم استغلالها على اسس اقتصادية سليمة..لا يعقل ان تكون شواطئ البحر الأحمر شرم الشيخ والغردقة وان تبقى سيناء بعمقها التاريخى والجغرافى والدينى والحضارى بعيدة عن خطط التنمية..ولا يعقل ان يظل الساحل الشمالى مجموعة من الشاليهات يستخدمها المصريون بضعة أسابيع طوال العام..اما قناة السويس فهى درة الشواطئ المصرية وينبغى ان تتحول الى دولة جديدة فى انتاجها ومواردها وتخطيط مشروعاتها..ان الشىء المؤكد ان شواطئ مصر تمثل ثروة حقيقية وإذا اضفنا لذلك عشرات البحيرات وفى مقدمتها بحيرة ناصر لأدركنا ان مصر دولة غنية وتملك الكثير.
"نقلًا عن جريدة الأهرام"