فاروق جويدة
من وقت إلى آخر تنطلق فى سماء حياتنا بدعة غريبة وقصة تشغل الإعلام وتدور حولها الحكايات..آخر هذه القصص إقامة بطولة عالمية للشيشة فى قاعة المؤتمرات بأرض المعارض..د.عادل عدوى وزير الصحة أصدر قرارا بوقف هذه البطولة لأنها تخالف اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ.
.الغريب فى هذه البطولة أن الفائز فيها سوف يحصل بعد تصعيده دوليا على كأس العالم للشيشة.. وأن عوامل الفوز تتركز فى ثلاث اشياء هى أطول شدة.. واجمل رصة.. واحسن حجر..واكبر خيبة.. هذه هى مجالات التفوق والتميز والنبوغ التى نؤهل شبابنا لها..بعد ان ضاعت من يدنا فرصة الإشتراك فى مباريات كأس العالم فى البرازيل، استبدلنا الحلم على الطريقة المصرية ببطولة عالمية مصرية للنفخ فى الشيشة رغم اننا نعلم ان التدخين يتسبب فى وفاة ستة ملايين انسان سنويا فى العالم وان ميزانية مصر تتحمل أكثر من 25 مليار جنيه فى السجائر والشيشة بدون المخدرات، الغريب ايضا ان تقام المسابقة الدولية فى قاعة المؤتمرات اكبر واشهر قاعات الحزب الوطنى فى عصره الذهبى وانتخاباته المزورة..لا شك ان قرار وزير الصحة بوقف هذه المهزلة قرار حكيم وبدلا من ان تقام مسابقات للشيشة لماذا لا تقام مسابقات ثقافية وفكرية وفنية لعلها تخرج بنا من مستنقعات الفن الهابط.. فى الدول المتقدمة نشاهد على الشاشات وفى الشوارع مظاهرات احتجاج ضد القبح بكل ألوانه.. هناك يدافعون عن الحدائق وقطع الأشجار وتقوم حملات دعائية ضد التدخين والإعتداء على الحيوانات أو قتلها فى الشوارع وهناك جمعيات لرعاية الأشجار ولا تقتصر المظاهرات على السياسة فقط..وللأسف ان هذا لا يحدث فى بلادنا لقد شاهدنا مئات المظاهرات السياسية والفئوية ولم نشاهد مرة واحدة مظاهرة لمنع الإعتداء على الأشجار وكان الأجدر أن تقوم مظاهرة ضد المسابقة العالمية للشيشة بل كان ينبغى مساءلة الذين قاموا بإعدادها لأنه من الظلم الشديد ان يكون بيننا من يسعى الى قتل الشباب بمثل هذه الأفكار المجنونة..مطلوب مسابقة عالمية لمنع عشوائيات الفكر والسلوك فى حياة المصريين ومنع هذه الطحالب التى انتشرت أخيرا تحت دعاوى الحريات..وكم من الجرائم التى حملها شعار الحرية.