فاروق جويدة
كان حزب الوفد اول مدارس الوطنية المصرية الخالصة..وكان حجر الأساس لتجربة ديمقراطية وليدة وحقيقية قدمت للعالم صورة حية عن شعب يقدس الحرية..ومر الوفد بتجارب عديدة ما بين معارك وصراعات مع القصر فى العهد الملكى ومواجهات قاسية بين ثورة يوليو والقيادات الوفدية..وحين انطلق الوفد فى الحياة السياسية فى عهد الرئيس الراحل انور السادات حاملا اسم الوفد الجديد ارتبك المشهد السياسى مع عودة فؤاد سراج الدين وهو يحمل تاريخ سعد زغلول والنحاس باشا زعيمى الأمة..اذكر اننى كنت المسئول فى دسك الأهرام عند إعلان قيام حزب الوفد الجديد فى عام 1978 واتصل بى الزميل العزيز سامى متولى وكان مسئولا عن الأحزاب ومجلس الشعب ليملى على خبرا بأن مليون مواطن انضموا لحزب الوفد الجديد ونشرت الخبر فى الصفحة الأولى فى الأهرام وتناقلته وكالات الأنباء كأهم الأخبار فى مصر..وفى صباح اليوم التالى دخل الراحل الكبير على حمدى الجمال ثائرا وهو يتساءل من المسئول عن نشر هذا الخبر ولم اتردد فى إعلان مسئوليتى وايدنى فى ذلك الأستاذ سامى متولى مؤكدا صحة الخبر.. وبعدها عرفت ان الرئيس السادات رحمة الله عليه اتصل مبكرا بالأستاذ الجمال معترضا على نشر الخبر الذى اذيع فى كل بلاد العالم..اينما ظهر حزب الوفد فى اى مكان تبدو الوطنية والعراقة والتاريخ المشرف..وفى الأيام الأخيرة جرت انتخابات رئاسة حزب الوفد وفاز بها الدكتور السيد البدوى للمرة الثانية رئيسا للحزب امام منافسة حادة امام السيد فؤاد بدراوى ولا شك ان امام د.البدوى مسئوليات ضخمة، إن امامه ساحة سياسية خالية من الأحزاب والوفد قادر على ان يملأ فيها فراغا كبيرا وامامه شباب حائر يحتاج النموذج والقدوة وامامه انتخابات برلمانية قادمة يجب ان يستعد لها من الآن وقبل هذا كله فإن امام حزب الوفد فرصة تاريخية ينبغى الا تضيع تتمثل فى غياب الإخوان والحزب الوطنى معا لكى يعود المناخ السياسى الى نقائه القديم.. مازال حزب الوفد يمثل صفحة مضيئة فى تاريخ المصريين ومازال يحتل مكانة خاصة فى وجدانهم ..إن على د. البدوى مسئوليات جسام فى ظل مناخ سياسى جديد