بقلم - فاروق جويدة
يبدو أن البيت الأبيض سوف يكون فى شرف استقبال الرئيس ترامب مرة أخرى، وأن الرئيس بايدن سوف تلحق به هزيمة ساحقة ماحقة، وأن التاريخ سوف يكتب صفحات كثيرة سوداء حول أخطاء بايدن.. إن الشيء المؤكد أن غزة سوف تكون سببا فى سقوط بايدن ونيتانياهو وربما تطيح بزعماء آخرين، ويكون عام ٢٠٢٤ هو عام السقوط.. لقد أخطأ بايدن حين سار على خطى نيتانياهو وارتكب جريمة أنهى بها كل تاريخه لأن دماء أطفال غزة سوف تطارده فى قبره.. بعض أصحاب القرار تسكرهم نشوة السلطة وتنتهى حياتهم وهم على كراسى الحكم، والبعض الآخر يترك تاريخا مضيئا وذكرى طيبة تحفظها الأجيال، وما أكثر الذين سقطوا فى أخطائهم ودفعوا الثمن.. كان من الممكن أن يحتل بايدن صفحات مضيئة فى تاريخ الشعوب ولكنه أخذ مكانا مع تجار الحروب وقتلة الأطفال، سوف يذكر أطفال أمريكا عندما يكبرون أن رئيس بلادهم لطخ تاريخ بلادهم بالدم والتآمر، وأنه أخذ مكانه بجوار زعماء سبقوه طاردتهم لعنة الموت والقتل والدمار، لعنة الله على تجار الدم فى كل زمان.. إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض لن تكون حدثا عاديا، وقد يتعلم من بايدن ويستوعب الدرس، ولكن أمامه اختبارات كثيرة وتحديات أخطرها حجم الكراهية الذى تركه بايدن لكل ما هو أمريكي، وسوف يحتاج ترامب وقتا طويلا لكى يعيد صورة أمريكا بلد الحريات وحقوق الإنسان.. سوف يكون موقف أمريكا فى حرب غزة درسا لكل حكام وشعوب العالم حين تسود الهمجية وتعود حشود الموت ويفقد الإنسان مشاعر الرحمة.