بقلم - فاروق جويدة
كان من سوء حظى أن شاهدت على إحدى القنوات «اسكيتش» غنائيا سخيفا يسخر من كوكب الشرق أم كلثوم فى مشاهد رخيصة شكلا وكلاما وأداء.. وفى تقديرى أنه نوع من الإفلاس والسطحية التى تحول الفن فيه إلى أدوات لتشويه الأذواق وإفساد الأجيال الجديدة .. والغريب أن مثل هذه الأعمال التافهة تجد جمهورا يتابعها ويصفق لها ، رغم أننا نعلم إلى أى مدى تراجع الذوق العام ، ولكن ينبغى ألا تصل درجات التشويه إلى هذا المستوى من السطحية والاستخفاف بتاريخ طويل من الفن الجميل والإبداع الراقى .. إن السخرية من أم كلثوم تجاوز مرفوض وهو إساءة لرموز منحت الفن المصرى القيمة والدور ، وإذا كانت هذه هى الرسالة التى نقدمها لأجيالنا الجديدة فهى رسالة شاذة ولا تتناسب مع الإبداع الحقيقى ، خاصة أن أم كلثوم تحتل مكانة خاصة فى الوجدان المصرى والعربى .. وإذا كان الفن الهابط قد اجتاح الشوارع وتسلل إلى الأجيال الجديدة فإننا نخسر الماضى والحاضر معا .. منذ سنوات قدم أحد الأفلام أغنية لأم كلثوم بطريقة شاذة وغريبة وثارت الدنيا يومها ترفض هذا التطاول على كوكب الشرق .. أغرب ما يحدث فى هذه الظواهر المرضية فى الفن المصرى أن الناس تتجاوب مع هذه الأعمال الفجة التى تشوه الفن المصرى وتسيء لرموز عظيمة شكلت وجدان الملايين ..إن الفن الهابط الذى اجتاح كل شيء لم يجد غير أم كلثوم لكى يسخر منها ويتندر عليها .. مطلوب شيء من الحياء والإحساس بالمسئولية .. إن مواكب الفن الهابط التى أفسدت الأذواق ينبغى ألا تكون فى صدارة المشهد ويختفى معها عصر من الإبداع الراقى والفن الجميل .. وليس لدينا غير أم كلثوم واحدة فلا تفسدوا أذواق أجيالنا القادمة لعلها تجد فى الماضى شيئا يحميها من حشود الفن الرخيص..