بقلم - فاروق جويدة
لم تكن سيناء فى يوم من الأيام مجرد قطعة من الأرض، فقد اختلطت رمالها بدماء شهدائنا الأبرار، وكانت دائما مطمعا للغاصبين وهدفا لكل المؤامرات التى حاولت غزو مصر أو الاعتداء عليها .. وفى تاريخ مصر كانت سيناء أهم قلاع الدفاع عنها، وسجلت فى كل العصور عزيمة شعب لم يهادن ولم يستسلم أمام الغزاة، ومازالت سيناء حتى الآن تتعرض للمؤامرات .. وسيناء التى تمتد شواطئها على بحرين وتزيد مساحتها عن مساحة كثير من الدول تمثل جزءا عزيزا من أرض مصر، إنها ارض الفيروز ومهبط المقدسات، وفيها كلم الله موسى عليه السلام، وعلى ترابها المقدس يوجد الكثير من الأماكن التاريخية والدينية .. مازالت سيناء حتى الآن تواجه أطماع المغامرين من شواذ الأرض والقتلة وتجار الحروب ولكنها صامدة وقادرة على أن تحمى ترابها وشواطئها ودماء شهدائها وهى الآن تقع فى قلب مصر حماية وصمودا وأمنا .. إنها الآن تجمع خير أجناد الأرض وكل إنسان فيها يستطيع أن يدافع عنها ترابا وبشرا ولن تنجح محاولات المغامرين فى الاعتداء على حرمة ترابها .. إن قبائل سيناء الذين وهبوا دماءهم دفاعا عنها يقفون أمام كل غاصب يحاول تهديد آمنها وكل شبر يخضر على أرضها يفتح آفاق زمان أكثر أمنا وسوف نحتفل كل عام بسيناء الأمل والمستقبل والكرامة .. كل شجرة تنبت على أرض سيناء.. رسالة حب لكل شهيد مات على أرضها وكل بيت أقيم فى مدنها حصن أمان، وكل طفل ولد بين ربوعها.. حياة جديدة ووطن يحب الحياة وإنسان يموت فى سبيلها .. إنها سيناء قطعة عزيزة من قلب مصر.