بقلم - فاروق جويدة
فى قلب السلسلة الذهبية من قراء التلاوة فى مصر تجد مكانا فسيحا للشيخ محمد صديق المنشاوى أصفى الأصوات أداء وأكثرها وهجا وإشعاعا.. هذا القارئ الجليل الذى تميز بطريقة فريدة فى التلاوة وكان عاشقا من عشاق كتاب الله ، وكانت رحلته مع القرآن الكريم تحمل شيئا فريدا كان يقرأ القران لنفسه رغم آلاف البشر الذين يحيطون به وكان صوته يحمل شجنا فريدا، حيث فيه كل مشاعر الصدق والإيمان والرهبة.. فى صحبة صديق المنشاوى تجد نفسك تحلق فى سماء أخرى غير السماء التى اعتدنا أن نراها، وكثيرا ما تجول بين آيات القرآن الكريم يقطف من أشجاره كل ما يحرك القلوب والوجدان.. هو أحد قراء مصر الذى تمتع بمكانة خاصة فى مملكة التلاوة بصدق الإحساس والإيمان الذى يشع فى تلاوته.. ولد المنشاوى بمحافظة سوهاج فى عام ١٩٢٠، وحفظ القرآن الكريم وهو فى الثامنة من عمره، وانتقل إلى القاهرة ليكمل دراسته فى علم القراءات، وهو ينتسب إلى أسرة قرآنية، ولديه ثلاثة أبناء من أشهر القراء فى مصر الآن، وقد تمتع الشيخ المنشاوى بشهرة واسعة فى العالم الإسلامي، وله مكانة خاصة لدى الملايين من عشاق ومحبى صوته الرخيم.. وللمنشاوى طريقته فى التلاوة التى تمتاز بهدوء الصوت والصدق الشديد مع آيات الله وكثيرا ما كان ـ رحمه الله ـ يبكى وهو يرتل القرآن وفى سورة البقرة كثيرا ما عشت معه وهو يرتل «ربنا لا تؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا أنت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين».