بقلم - فاروق جويدة
كلما شاهدت ملايين البشر الذين يتدفقون فى شوارع العواصم الأوروبية يدينون الحرب الوحشية فى غزة أدركت أن الحرية ليست شعارات يتاجر بها الساسة، وأن بذور الثورات التى اجتاحت يوما عواصم أوروبا لم تكن مجرد صيحات فى الهواء لقد جمعت مظاهرات أوروبا كل الأعمار شبابا وشيوخا وأطفالا ونساء، وهذا يؤكد أننا أمام شعوب حية واعية رغم فساد بعض حكامها الذين قدموا الدعم لإسرائيل لكى تدمر غزة وتحرق أطفالها .. إن المظاهرات التى تنطلق كل يوم فى عواصم العالم تدين أمريكا وإسرائيل وتطالب بمحاكمات عادلة لكل من شارك فى هذه الجرائم تمثل صحوة ضمير خرجت من شعوب عانت الحروب والدمار .. ولاشك فى أن هذه الصحوة سوف تسقط عددا كبيرا من الكهنة الذين استباحوا دماء الشعوب ودمروا أوطانها .. إن تاريخ أمريكا الأسود يطل الآن من فيتنام وأفغانستان والعراق وهيروشيما وسوف يبقى عارا على كل من شارك فيها .. لقد شاركت أمريكا بقواتها فى عملية وحشية أنقذت أربع رهائن إسرائيلية وقتلت المئات من الفلسطينيين وجعلت الرئيس بايدن يشيد بالعملية ولا يذكر شهداء غزة .. إن العالم لم يشهد منذ زمن بعيد مثل هذه الصحوة التى اجتاحت شعوب أوروبا رغم مشاركة أصحاب القرار فى الجريمة الوحشية .. إن حرب غزة سوف تحتل صفحات كثيرة من التاريخ وسوف تضم مواقف الشعوب ومواقف الحكام والكل سوف يدفع الثمن سواء من شاركوا حربا أو صمتا أو دمارا .. مازال شباب العالم يطوفون فى الشوارع يرفعون أعلام فلسطين ويطالبون بحرية غزة، وهؤلاء الشباب هم قادة المستقبل وهم أصحاب القرار فيه..