بقلم - فاروق جويدة
لا أعتقد أن طوفان الأقصى حكاية سوف تنتهى فى كواليس الإدارة الأمريكية أو سراديب العصابة الصهيونية.. ولكن يقينى أن توابع زلزال غزة سوف تأخذ معها رؤساء كثيرين، سوف يكون الرئيس بايدن أول هذه التوابع، لأن كل مؤشرات الانتخابات الأمريكية واستطلاعات الرأى تؤكد الآن أن الرئيس ترامب سوف يعود للبيت الأبيض، وسوف يجلس بايدن يبيع مذكراته لإحدى دور النشر.. أصبح أيضا أن نيتانياهو سوف يخرج مهزوما غير مأسوف عليه، حيث حاول أن يلعب دور شارون وإن بدت نهايتهما واحدة .. كانت عاصفة الأقصى فرصة ضاعت من القيادات الفلسطينية، حيث كان ينبغى أن تجمع رموز المقاومة وتلتقى فتح مع حماس والجهاد ، ولكن المصالح تضاربت واختلف الرفاق وأصبح من المؤكد أن نيران غزة سوف تدفع للمشهد أسماء جديدة أكثر إيمانا بقضيتها، وأكثر صلابة فى مواجهة إسرائيل، وسوف تختفى قوافل التطبيع على مستوى الحكومات والأفراد ولن تنجح محاولات الترميم فى بقايا مواكب التطبيع، وسوف تعيد الشعوب العربية حساباتها.. ولا شك أن زلزال غزة وضع الشعب الفلسطينى فى المواجهة ولم يعد الموقف فى يد فتح أو حماس.. لقد أصبح أطفال غزة قنابل موقوتة سوف تطارد إسرائيل فى أى مكان.. لا شك أن أوروبا لن تخرج سالمة من زلزال غزة، من قدم الدعم، ومن شارك بالسلاح، ومن شارك فى قتل الأطفال وحرمانهم من أبسط مطالب الحياة.. هناك رؤوس كثيرة سوف تسقط فوق أطلال غزة، لأن التوابع ستكون أكبر مما جرى فى الحرب، ولأن دماء غزة لن تجف وسوف تبقى لعنة تطارد كل من شارك فى هذه المأساة.