بقلم فاروق جويدة
كثيرون اختلفوا مع مفيد فوزى فى فكره او مواقفه .. ولكن لم يختلف احد على مفيد فوزى الصحفى المحاور المشاغب الذى لا يكل ولا يمل بحثا عن الحقيقة ..
فى كتابه الجديد اسمح لى أسألك يتجول مفيد كعادته بين مجموعة من الحوارات التى صاغها بأناقة واختار شخصياتها بوعى شديد ثم كانت هذه اللقطات الإنسانية التى يجيدها طوال مشواره الصحفى والتلفزيونى ..
كثيرون من جيل مفيد فوزى انسحبوا من السباق اما طلبا للراحة او زهقا او مللا من المهنة ومتاعبها ولكن مفيد وقف صامدا امام سنوات العمر وتغير الأحوال والظروف حتى وان واجه الكثير من العواصف فى السياسة ومواقف البشر ..
اقدر كثيرا إصرار مفيد فوزى على ان يبقى صامدا بمهنية رفيعة وقدرة على التعامل مع الزمن والناس انه بحسه المهنى يدرك ان لكل زمان رجاله ولكل ميدان فرسانه ولهذا حرص دائما ان يكون موجودا ذهب الأشخاص ام رحلوا ام انطفأت شموسهم انه لا يريد ضوءاً من الآخرين حتى لو احتمى بمصباح صغير يجلس أمامه فى مجلة او صحيفة او قناة فضائية او غير فضائية ..
وبقى مفيد فوزى يتمتع بطاقة شبابية غير عادية لأنه يحب عمله ويؤمن بدوره فى الحياة بعيدا عن الظروف والأشخاص .. وفى كتابه اسمح لى أسألك الذى اختار عنوانه كما اخبرنى مفيد الصديق الشاعر الكبير فاروق شوشة قدم مفيد سلسلة من الحوارات مع عدد من الشخصيات فيها اهل الفكر والدين والأدب والطب والسياسة فى مصر والعالم العربى ابتداء بفضيلة الإمام الشيخ الشعراوى رحمة الله عليه والموسيقار محمد عبد الوهاب وسيدة الشاشة فاتن حمامة وعدد من رموز الفن والإبداع ..
مازال مفيد فوزى المحاور المشاغب المبدع يطوف بنا ويقاوم متغيرات الزمن ليؤكد ان الأشجار العتيقة لا تشيخ وانها مع الزمن والعمر والأيام تزداد عطاء .. كتاب ممتع جمع نخبة من اكبر الأسماء فى الزمن الجميل فنا وابداعا ورقيا وما احوجنا ان نستعيد مع هذه الأسماء صور الأمس وذكرياته لأن الجمال لا يموت وحدائق الإبداع لا تختفى مادامت هناك قلوب تنبض واقلام تغنى للجمال .