بقلم: فاروق جويدة
وأنا أشاهد فيديو مذبحة المسجد فى نيوزيلندا ظننت للحظة الأولى أنه جزء من أفلام الرعب التى روجتها السينما الأمريكية وبعد أن عرفت حقيقة المأساة دار فى ذهنى أكثر من سؤال ألا يوجد حارس واحد أمام المسجد أو داخله أو بين عشرات المصلين..ولماذا لم تخصص الجهات المسئولة حراسة للمسجد والعالم كله يتحدث عن الإرهاب.. وكيف دخل هذا الإرهابى إلى رحاب المسجد مطمئنا وهو يصور القصة كاملة ومعه ما يكفى من الذخيرة التى كان يستخدمها فى كل أرجاء المسجد حتى انه كان يطلق الرصاص على الجثث التى قتلها.. وخرج القاتل إلى الشارع مطمئنا لا يخشى شيئا وكأنه فى حماية الدولة..
إن السؤال الأهم لماذا لا توفر الجالية المسلمة فى نيوزيلندا حراسة لمساجدها من أموالهم الخاصة..إن خطاب الكراهية الذى جعل هذا الإرهابى يقتحم المسجد ويقتل ويصيب العشرات فيه سوف يفتح أبوابا كثيرة للعنف والعنف المضاد لأن لكل شيء رد فعل وإذا كانت هذه الجريمة حدثت فى بلد كان بعيدا لحد ما عن العمليات الإرهابية إلا أن ذلك سوف يغير حسابات كثيرة..إن الغرب يخاف من الجاليات المسلمة فيه ويخاف أكثر من أفواج الهجرة التى تدفقت فى السنوات الماضية إلى كل الدول الغربية ومعنى هذا أن هناك ألغاما كثيرة يمكن أن تهدد الأمن والاستقرار فى هذه الدول خاصة أن من أبنائها من التحق بداعش وتشرب بفكرها وحارب معها..
إن الدواعش الخارجين الآن من نيران القتال فى سوريا والعراق وليبيا يبحثون عن دول تؤويهم والغرب يخاف أن تتسلل هذه الآلاف وتصبح أوكاراً للعنف والإرهاب ولديها الآن ما يبرر جرائمها والمساجد فى أوروبا يحاصرها الإرهاب.. إن أخطر ما فى مذبحة نيوزيلندا الجزر الصغيرة التى كانت آمنة أنها تفتح مواجهة جديدة تعطى للإرهاب الحق فى الانتقام..
وعلى أوروبا أن تنتظر الحشود الخارجة من فلول داعش عن طريق تركيا التى تسمح لهم بالدخول والعبور إلى دول أخرى فلم يعد أمام هذه الحشود غير الموت ومنهم أعداد كبيرة رفضتهم أوطانهم وليس أمامهم غير الإرهاب طريقا للبقاء فإما الإرهاب وإما الموت وعلى العالم أن يدفع الثمن..