بقلم - فاروق جويدة
لا أعرف كم عدد دور المسنين فى مصر الآن، ولكن هناك ارتفاعا رهيبا فى أسعار هذه الدور حتى الفقيرة منها.. ومازلنا نذكر أن معظم هذه الدور لم تكن بهدف الربح، ولكنها منشأت يقيمها القادرون من المواطنين لدعم الفقراء والبسطاء حتى إن بعضها كان يستقبل المواطنين بلا مقابل.. ولكننا الآن نعانى ظاهرة انتشرت فى أكثر من مكان وهى هؤلاء الذين ينامون على أرصفة الشوارع ومنهم الأطفال والسيدات والرجال الذين يعيشون أرذل سنوات العمر.. ولعل هذا ما جعل الرئيس عبد الفتاح السيسى يطلب من المسئولين إيجاد مأوى سريع لهذه الحالات وتوفير الحماية والغذاء والسكن فى أى مكان يوجدون فيه.. كنا نسمع عن أماكن سكن أطفال الشوارع تحت الكبارى وكيف تجندهم العصابات فى عمليات التسول ولا أحد يعرف الآن كم عدد أطفال الشوارع، خاصة أنهم فى يوم من الأيام قد وصلوا إلى أرقام مزعجة ورغم محاولات الدولة مواجهة هذه المأساة إلا أن الأطفال كانوا يرفضون الذهاب إلى الملاجئ التى خصصتها الدولة لهم وكانوا يهربون منها ويعودون إلى المناطق المهجورة التى اعتادوا عليها.. فى الأسابيع الأخيرة وأمام فصل الشتاء القارس كنت تشاهد فى بعض المناطق سيدات ورجالا وأطفالا ينامون على الأرصفة فى صورة تفتقد الإنسانية، ولابد أن يتحرك القادرون من المواطنين لمواجهة هذه الصورة التى لا تليق بنا.. إن بعض هؤلاء ينتمون إلى عائلات ولهم أبناء تخلوا عنهم وتركوهم بلا مساعدة وفى هذه الحالات يجب أن تتدخل الدولة من خلال وزارة التضامن الاجتماعى وأجهزة الأمن لإعادتهم إلى عائلاتهم وأبنائهم، كما أن على الجمعيات الأهلية دورا فى تحمل المسئولية، ويجب آن تتوسع الدولة فى إقامة دور للمسنين والأطفال، وأن يكون ذلك برسوم رمزية وأن يشارك رجال الأعمال والأثرياء فى تحمل أعباء ذلك كله.. إن سيدة عجوزا تنام على الرصيف فى هذا البرد القارس ورجلا عجوزا ينام فى حديقة وطفلا صغيرا ينام على أكوام الزبالة هذه كلها مظاهر لا تليق أبدا بأم الدنيا ولهذا لابد أن يستجيب الجميع لدعوة الرئيس السيسى لحماية كرامة كل مواطن..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع