بقلم - فاروق جويدة
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين..هذه رسالة الإسلام للبشرية التى حملها المصطفى عليه الصلاة والسلام فى هذه الأرض التى احتضنت يوما أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام..وما بين أبو الأنبياء وآخر الأنبياء شهدت الإنسانية عصوراً مختلفة..ولكن أن يولد رسول الله عليه الصلاة والسلام فى مكة أطهر بقاع الأرض وأن يعيش تجربة إنسانية رفيعة فيها كل جوانب العطاء والتفانى والصدق ليكون نموذجا رفيعا فى الصدق والحب والأمانة قبل أن يهبط عليه الوحى والخالق سبحانه وتعالى يقول عنه وانك لعلى خلق عظيم..حين اجتمعت الرحمة مع الأخلاق فى شخصية المصطفى عليه الصلاة والسلام كان هذا أول درس حمله الإسلام للناس الرحمة وهى أنبل صفات البشر بل إنها تاج السلوك البشرى وحين وصف الخالق نفسه جل جلاله قال انه الرحمن الرحيم ولهذا وضع الرحمة فوق كل شئ ولم يكن غريبا أن يعطى الخالق شيئا من صفاته إلى نبيه الكريم ويؤكد وما أرسالنك إلا رحمة للعالمين ولم يقل أنه رحمة لقوم أو قبيلة أو جنس ولكنه رحمة للعالمين أى لكل البشر باختلاف عقائدهم وألوانهم وبلادهم ولغاتهم..أنت الرحمة لكل الناس فى كل زمان ومكان..ولم يوصف الرسول عليه الصلاة والسلام فى كتاب الله بأصله أو ماله أو مصادر قوته ولكن الله تعالى وضع أخلاقه فوق كل شئ إن الأخلاق هى الميزان الحقيقى لقيمة الإنسان وسلوكه وترفعه ودوره فى الحياة إن أخلاق الإنسان هى صورته النهائية فى تقييم الناس له بل هى الصورة المثلى التى خلقه الله عليها.. وما بين الرحمة والأخلاق كانت سيرة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام إن الرحمة بالناس أرقى مشاعر الإنسان وقد ضرب المصطفى أنبل الأمثلة فى الرحمة فى كل مسيرة حياته وكانت أخلاقه منارة فى السلوك البشرى اهتدت بها أقوام وشعوب وأمم..هذه هى مبادئ الإسلام الحقيقى الذى أتى به رسولنا عليه الصلاة والسلام ليكون هداية للناس وبعثا وضميرا وتبقى سيرته الطاهرة دليلا للناس جميعا فى كل أرض وزمان..صلاة الله عليك يا رسولنا الكريم فى ذكرى ميلادك حين أضاء الكون بنور رسالتك وهدى رحمتك ونبل أخلاقك وصدق طاعتك وهدايتك للناس أجمعين..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع