توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما هى أسباب العنف فى الشارع المصرى؟

  مصر اليوم -

ما هى أسباب العنف فى الشارع المصرى

بقلم - فاروق جويدة

لم يكن المصريون فى يوم من الأيام بهذه القسوة ولم يعرف الشارع المصرى هذه الأنواع من الجرائم الوحشية التى تتسم بالعنف والدم والجنون.. إن ما تنشره وسائل الإعلام وما تعلنه المؤسسات الأمنية من أحداث دامية يعكس حالة من الانفلات فى الأخلاق والسلوك وصلت إلى درجة تدعو للخوف والدراسة عن أسباب ذلك.. إن مراجعة سريعة لأنواع هذه الجرائم تؤكد أننا أمام ظواهر جديدة.. نحن أمام إنسان مصرى آخر غير هذا الذى عرفناه وعايشناه وهو يزرع وينتج ويكافح من أجل حياة أكثر رخاء وأمنا.. أنه ابن النيل الهادئ الوديع الذى كان يصحو مع صلاة الفجر ويزرع الأرض ويربى الطيور ويحمى مصادر رزقه بكل الصدق والعطاء..

> فى يوم من الأيام كانت بعض الدراسات تؤكد أن البعد الاقتصادي يقف وراء الكثير من الجرائم وأن الفقر من الأسباب الرئيسية التى ينبغى أن نتوقف عندها إلا أن الشئ المؤكد أن الظروف الاقتصادية لم تكن فى كل الحالات سببا فيما نشاهده من هذه الظواهر، وأن الفقر لم يعد السبب الوحيد فى اختلال سلوكيات المواطنين وفساد الأخلاق .. هناك طوائف اجتماعية من القادرين ماديا بل من الأثرياء ظهرت فيها أعراض هذه المأساة بل أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي لم يعد السبب الوحيد فى هذه الجرائم..

> إن هذه النوعيات من الجرائم التى انتشرت فى أوساط كثيرة اتسمت بالعنف الشديد الذى وصل إلى القتل بوسائل وحشية من الذبح وتقطيع الضحايا وإحراقهم والتنكيل بهم وهذه جوانب تحتاج إلى دراسات نفسية واجتماعية وسلوكية.. إن أبسط ما تقرأ اليوم عن هذه الظواهر أنها تتم بطريقة واحدة سواء كانت الذبح أو إحراق جثث الضحايا..

إن الانفلات فى سلوكيات الشارع المصرى وحمل هذه الظواهر العنيفة كان مواكبا لظواهر أخرى فى التعامل ولغة الحوار وأخلاقيات الناس حتى وصل إلى المعاملات بالجرائم فى نطاق الأسرة الواحدة.. إن قتل الآباء والأمهات وذبح الأبناء كلها أشياء كانت محدودة للغاية ولكنها أصبحت الآن حديثا يوميا لوسائل الإعلام..

إذا كانت هذه الظواهر كارثة فيما ينشر فقط وما يصل إلى الناس من الحقائق، فماذا عن آلاف الجرائم التى لا تنشر ولا يعرف الناس عنها شيئا..

> إن النماذج البشعة والوحشية فى هذه الجرائم لم تترك أحدا فى طوائف المجتمع المختلفة.. هناك الطبيب الذى قتل زوجته وأبناءه.. وهناك الأم التى قتلت طفلها الذى شاهدها فى أحضان عشيقها وخافت من الفضيحة وهناك الشاب الذى قتل جدته لكى يسرق ما لديها من الأموال وهناك من قتل أسرة كاملة من أجل السرقة وهناك من قتل أباه ليأخذ منه الشقة.. نحن أمام نماذج متنوعة فى مستواها الاجتماعي والاقتصادي وحتى مستواها الفكري وأن كنت لا أتصور أن يكون صاحب فكر حقيقى قاتلا أو إرهابيا..

> إن حالة الانفلات التى وصلت إلى هذه الدرجة من العنف فى المجتمع المصرى انعكست على ظواهر أخرى تمثلت فى لغة الحوار بين الناس، وفى الشارع ووسائل الإعلام، والأخطر منها ما يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي والقذائف الكلامية التى وصلت إلى أحط الأساليب وأسوأ أنواع الكلام من الشتائم والبذاءات.. إن الإنسان أحيانا يقرأ كلمات لا يتصور كيف وصلت إلى هذه الدرجة من التردي والسقوط.. وهذا يمثل خللا رهيبا فى الشخصية المصرية سلوكا وكلاما وحوارا.. ومن أسوأ هذه الظواهر ما يحدث فى كوارث المرور والحوادث، وقد أصبحت أحداثا يومية مخيفة..

> إن أخطر ما فى هذه الظواهر الغريبة فى الشارع المصري أن كل هذه المصائب والكوارث تحدث بيننا ونحن لا نتحرك.. إن مؤسسات الدولة لا تهتم كثيرا بالإنسان، السلوك والمعاملات والانفلات والأسرة المصرية فى حالة غياب تام.. والأجهزة المسئولة لا تناقش الأسباب والظواهر وأصبحت الأزمات الاقتصادية هى شغلنا الشاغل رغم أن انفلات الشارع أخلاقيا ينعكس على كل شىء فى حياتنا.. إن المعاملات المالية والتجارية أساسها النزاهة والأخلاق وحين فرطنا فى هذه الثوابت استباحت القوى الاجتماعية نفسها، فالتجار استباحوا المستهلكين وكانت مأساة الأسعار.. وكل صاحب عمل يرى أن من حقه أن يحقق أكبر المكاسب حتى لو كان على حساب الناس جميعا.. والموظف فى مكتبه لا يعنيه أن يقدم للناس الخدمات المطلوبة.. نحن أمام ظواهر تداخلت فى بعضها لأن جرائم القتل هى نتاج طبيعى لانتشار أعمال العنف وكلها تعكس حالة ارتباك تسود المجتمع فى سلوكياته وأخلاقه وثوابته.. نحن أمام تغيرات حادة فى الشخصية المصرية التى أصبحت تميل إلى العنف فى كل شىء وكانت جرائم القتل الأسرية اكبر دليل على ذلك..

فى أكثر من حديث تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن إعادة بناء الإنسان المصري وهذه القضية ينبغي أن تكون محل اهتمام ودراسة من مؤسسات الدولة ومراكز البحوث الاجتماعية الاقتصادية لأن الإنسان هو القيمة الحقيقية وهو التنمية والإنجاز..

> وقد يكون السؤال من أين نبدأ..؟!

فى تقديري أن نقطة البداية هى الأسرة ولابد أن نعترف أن الأسرة كانت من أهم مصادر الثروة الحقيقية فى حياة المصريين نحن مجتمع قام على النيل والأرض والإنسان، وكانت الطاقة البشرية هى أعظم ما ملكت مصر من القدرات.. هذه الأسرة تراجعت فى دورها الرقابى ومسئولياتها فى التربية وقدرتها على التوجيه.. أين الأب الذى كان يعرف كل شىء عن خصوصيات بيته وأبنائه وكان يتابع كل شىء ابتداء بسهر الأبناء، وانتهاء بمن يدخن أو يعرف من الأصدقاء.. إن هذا الأب الغائب الآن هو مصدر الارتباك فى أحوال الشارع المصري ابتداء بقضايا الانفلات، وانتهاء بكارثة الإرهاب فكرا وسلوكا.. هناك أيضا المدرسة والجامعة وقبل هذا هناك المسجد والكنيسة.. إن المصريين أكثر شعوب الأرض تدينا ولكن الغريب انه بقدر التشدد فى المظاهر الدينية بقدر الانفلات فى السلوكيات حتى ظهرت كل هذه الأعراض المرضية التى تؤكد أننا أمام تدين شكلي وليس تدينا حقيقيا، ولهذا يجب ان نعرف أن الدين الحقيقي هو السماحة والرحمة والأخلاق..

> لا أدري لماذا أهملت الدولة أنشطة المؤسسات البحثية فى أحوال المجتمع وسلوكياته ومواطن الضعف والقوة فيه كانت هذه المؤسسات تقدم الدراسات، وتقيم المؤتمرات والندوات التى تناقش أحوال المجتمع وما يجرى فيه، ولكن لا أحد يسمع عنها الآن ولا أدري هل أهمل الإعلام دور هذه المؤسسات أم إنها لم تعد تقدم الجديد..

لا يمكن لنا أن نفصل هذه الظواهر الشاذة والغريبة فى الشارع المصري عن قضايا المخدرات لأن الكثير من هذه الجرائم بسبب المخدرات، وانتشارها بصورة مرضية بين الشباب وإذا كانت أجهزة الأمن تطارد التجار والمدمنين فإن على الأسرة مسئولية كبيرة فى متابعة ورقابة أبنائها.. إن المخدرات الآن أصبحت من الأسباب الرئيسية فى كل الجرائم التى يشهدها المجتمع المصرى.. من أهم الأسباب أيضا البطالة لأن الشباب العاطل يمثل قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر فى وجه المجتمع فى أى وقت.. إن هؤلاء الشباب الذين يجلسون على المقاهي ثبتت فى عقولهم الأفكار الشريرة والرغبات المحمومة وهم لا يقاومون الشطط فى السلوك والانهيار فى القيم إنهم حائرون بين الفقر والحرمان وعالم الأوهام فى المخدرات والشيطان يعبث بعقولهم فى كل الأحوال..

> إن الأمن يقوم بدوره ومسئولياته فى كشف الجرائم ومعرفة أسبابها، ولكن هناك ما يسبق الأمن وهى الوقاية ولا بد أن تكون هناك مواجهات تسبق تنفيذ الجريمة أو وقوعها بحيث يكون المجتمع قادرا عل تصحيح مساره وحماية أمنه، ولهذا إذا كان الأمن قادرا على كشف بعض الجرائم فإن هناك جرائم لم يصل إليها احد، وان كانت النتيجة أننا أمام متغيرات حادة فى سلوكيات الناس تؤكد إننا أمام ظواهر جديدة علينا ويجب أن نتوقف عندها لأن العنف والقتل ليست من ثوابت الشخصية المصرية..

> الخلاصة عندى أننا نأخذ مواقع المتفرجين أمام حالة ارتباك شديدة فى سلوكيات المصريين تبدأ بجرائم القتل والذبح والتشويه وتنتهى عند جرائم الحوار على مواقع التواصل الاجتماعي من الشتائم والبذاءات، والمطلوب أن نتوقف عندها لأن الانجاز الحقيقي فى حياة الشعوب هى قدرتها على تقديم نماذج رفيعة فى السلوك والأخلاق وصحوة الضمير.. أما ما نراه الآن من جرائم القتل فهى أشياء لا علاقة لنا بها، ولم تكن يوما من مواصفات الشخصية المصرية.

ويبقى الشعر

انتزعُ زمانكِ منْ زَمنِي

ينشَطرُ العُمرْ

تنزِفُ في صَدْري الأيامْ 

تُصبحُ طوفـَانَـا يُغرقـُني 

ينشَطرُ العالمُ من حوْلي

وجهُ الأيام ِ.. بِلاَ عينيْن 

رأسُ التاريخِ .. بلا قدَمينْ

تنقسمُ الشمسُ إلى نصفينْ

يذوبُ الضوءُ وراءَ الأُفقِ 

تصيرُ الشمسُ بغير شعاعْ 

ينقسمُ الليلُ إلى لَونينْ

الأسْودُ يعصفُ بالألوانْ

الأبيضُ يسقُطُ حتَّى القاعْ

ويقُولُ الناسُ دُموعَ وداعْ ..

* * *

اَنتزعُ زمانِكِ من زَمنِي 

تتراجعُ كلُّ الأشياءْ 

أذكرُ تاريخًا .. جمَّعنَا 

أذكر تاريخًا .. فرَّقنَا

أذكرُ أحلاماً عشْناهَا بينَ الأحزانْ

أتلوَّن بعدَكِ كالأيامْ 

في الصبح ِأصيرُ بلون الليلْ 

في الليَّل ِأصيرُ بلا ألوانْ

أفقدُ ذاكرَتِي رَغمَ الوهْمِ

بأنى أحيا كالإنسَانْ ..

ماذَا يتبقى مِنْ قلبِي

لو وُزَّعَ يومًا في جَسدَينْ

مَاذا يتبقى مِنْ وجهٍ 

ينشَطِرُ أمامِي فِي وجهَينْ

نتوحدُ شوقـًا في قلبٍ ..

يشْطـُرنا البُعدُ إلى قلَبينْ

نتجَمَّع زَمنًا في حُلمٍ 

والدهرُ يُصرُّ على حُلمَينْ

نتلاقَى كالصبحِ ضياءً

يَشْطرُنا الليلُ إلى نِصفينْ

كلُ الأشياءِ تفرقـُنَا في زمنِ الخَوفْ

نهربُ أحيانـًا في دَمِنا

نهربُ في حزنٍ .. يَهزِمُنا

مازلتُ أقولْ ..

أن الأشجارَ وإن ذبـُلتْ 

في زمنِ الخوفْ

سيَعودُ ربيعٌ يُوقظُها بينَ الأطلالْ

إن الأنهارَ وان جَبُنتْ فى زَمنِ الزَّيفْ

سَيجىء زمانٌ يُحيِيهَا رغم الأغلالْ

مازِلتُ أقولْ ..

لو ماتتْ كلُّ الأشْياءْ

سَيجىء زمانٌ يشعرنا أنَّا أحياءْ

* * * * *

وتثـُور قبورٌ سئمتنَا

وتَصيحُ عليهَا الأشلاءْ

ويموتُ الخوفُ ..يموتُ الزيفُ ..يموتُ القهر ُ

ويسقطُ كلُ السُفهاءْ

لنْ يبقَى سيفُ الضُّعفاءْ

سيموتُ الخوفُ وتجْمعُنا كلُ الأشياء

ذراتكِ تعبرُ أوطانًا

وتدورُ وتبحثُ عن قلبِي في كل مكانْ

ويعودُ رمادكِ لرمادي

يشتعلُ حَريقا يحملنَا خلفَ الأزمانْ

وأدورُ أدورُ وراءَ الأفقِ

كأني نارُ في بُركانْ 

ألقِي أيامي بينَ يديكِ

همومَ الرحْلةِ والأحزان

تلتئمُ خلايا .. وخلاَيا

نتلاقَى نبضًا وحنايا

تتجمًّع كلُّ الذراتْ

تصبحُ أشجاراً ونخيلاً 

وزمانَ نقاءٍ يجمعُنا 

وسَيصرخُ صمتُ الأمواتْ 

تُنبتُ في الأرضِ خمائلَ ضوءٍ ..انهاراً

وحقولَ أمانٍ في الطـُرقاتْ

نتوحدُ في الكونِ ظلالا

نتوحدُ هدْياً ..وضلالاً

نتوحدُ قُبحًا وجمالاً

نتوحدُ حسًا وخيالاً

نتوحدُ في كل الأشياءْ

ويموتُ العالمُ كى نبقَى

نحنُ الأحياءْ

"قصيدة سيجئ زمان الأحياء سنة 1986"

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هى أسباب العنف فى الشارع المصرى ما هى أسباب العنف فى الشارع المصرى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon