بقلم - فاروق جويدة
من أكثر المشاهد إبهارا فى صورة حجاج بيت الله الحرام أن الملايين ترتدى زيا واحدا سواء كان ملابس الإحرام أو ملابس عادية .. إن الشعائر واحدة سواء فى الطواف حول الكعبة أو السعى بين الصفا والمروة أو الوقوف على عرفات والنزول إلى منى ، كل شعائر فريضة الحج واحدة حتى فى الملبس يستوى صاحب الملايين ومن لا يملك من متاع الدنيا شيئا .. كان مشهد الحجاج هذا العام شيئا مهيبا وكانت معظم الفضائيات العربية تقدم حشود الحجاج على الهواء، وكان واضحا الجهد الكبير ودقة التخطيط والإمكانيات الحديثة التى وفرتها المملكة العربية السعودية لخدمة الحجاج من القطارات ووسائل الانتقال ورشاشات المياه فى حر عرفات والخيام المكيفة والحرص على أمن وراحة الضيوف.. إن توفير الخدمات لأكثر من مليونى حاج قضية صعبة تتطلب حشودا من رجال الأمن والأطباء والمشرفين، وقد وفرت المملكة كل هذه الامكانيات.. لقد شهد موسم الحج هذا العام تطورا كبيرا فى الخدمات حتى فى الخدمات الإعلامية، وقد تابعت المشهد من خلال اكثر من قناة، وقد دار فى رأسى أكثر من سؤال وأنا أشاهد هذه الحشود، بينما يعانى أهل غزة من وحشية الكيان البغيض ويموت أطفالها جوعا، بينما يقف العالم بين مشارك وحليف ومتآمر وصامت، والشعب الصامد يقدم درسا من دروس البطولة والتضحية، كأن العالم ينظر إلى حشود حجاج بيت الله ويرى الأمة التى فضلها الخالق على كل عباده «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ»..