بقلم-فاروق جويدة
لم يعد النفوذ الأمريكي فى العالم العربى كما كان يوما .. لقد خسرت الإدارة الأمريكية الكثير فى السنوات الأخيرة .. كانت قمة هذا النفوذ عندما نجحت أمريكا فى توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ثم بين الأردن وإسرائيل .. وكانت العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين تقترب كثيرا من مناطق التفاهم بين عرفات وبيريز ورابين .. وفي عهد الرئيس كلينتوAن تقاربت المسافات كثيرا فى مفاوضات السلام .. كانت هذه الصفحات تأكيدا للدور الأمريكي في العالم العربى ولكن الأمور ساءت مع احتلال الجيش الأمريكي العراق وتخريب دولة عربية في كل شىء وهنا بدأت رحلة تراجع الدور الأمريكي فى المنطقة حتى وصل إلى أسوأ حالاته فى سوريا .. كان وصول الرئيس ترامب إلى السلطة منطقة تحول خطير فى الوجود الأمريكي ليس فى العالم العربي فقط ولكن على مستوى العالم فكانت المواجهات مع كوريا الشمالية وإيران وروسيا وكان الصراع فى سوريا ثم كانت الخطيئة الكبرى للرئيس الأمريكي حين قرر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل .. ساءت العلاقات بين أمريكا والعالم العربى حتى وصلت إلى ما يشبه الصدام بين المملكة العربية السعودية والرئيس الأمريكي ولم يستطع أن يصمد فى هذه المواجهة مع أهم حليف تقليدى فى المنطقة .. أطلق الرئيس ترامب مجموعة تصريحات غير مسئولة ضد السعودية وطالبها بدفع رسوم للحماية فى واقعة لم تحدث من قبل بين أمريكا والسعودية ورغم أن الرئيس ترامب تراجع عن شططه وتصريحاته أمام رد سعودى شديد اللهجة فيه تهديدات واضحة بسحب الاستثمارات السعودية ووقف الصفقات التجارية ، فإن كل المؤشرات تؤكد أن القرار الأمريكي يعيش حالة من الفوضى والارتباك وأن الرئيس ترامب أفسد تاريخا من العلاقات بين أمريكا والعرب ولا شك أن العقلاء فى سلطة القرار الأمريكي يدركون أن أمريكا خسرت مناطق كثيرة فى العالم ومن أهمها العالم العربى خاصة أن الدعم الأمريكي لإسرائيل تناسى تماما العلاقات العربية ــ الأمريكية ودخل بها سردابا طويلا من سوء الفهم والتقديرات الخاطئة.
نقلا عن الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع