بقلم - فاروق جويدة
فى يوم من الأيام كان حدثا غريبا أن يقف د.زكريا عزمى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية فى مجلس الشعب ويعلن صراحة أن الفساد فى المحليات “للركب”ولأن التاريخ يعيد نفسه وقف د.على عبدالعال رئيس مجلس النواب منذ أيام وهو يصرخ لن اسكت بعد اليوم المحافظون لا يردون عليّ.. ما أشبه الليلة بالبارحة لأن الناس لا يتغيرون إن الأزمة كانت عند د.زكريا عزمى أن الإدارة المصرية شاخت وترهلت فكان الفساد للركب وهى نفس الأزمة التى تحدث عنها رئيس مجلس النواب الذى لا يرد عليه أحد..إن المشكلة الحقيقية أن المنصب فى مصر فى كل العصور تحول إلى مصدر للقوة والأضواء والثراء ولم يكن غريبا أن تصل قضايا الفساد والرشوة إلى مسئولين كبار يقفون أمام القضاء وتصدر ضدهم أحكام فى جرائم مالية.. إن الإدارة فى مصر تعانى أمراضا كثيرة مزمنة إن سوء الاختيار أول وأخطر هذه الأمراض حين تطل أسماء لا أحد يعرفها فهى بلا تاريخ وتتحول المناصب إلى حقل تجارب وفى النهاية يكتشف أصحاب القرار أن الشخص غير مناسب هو الذى وقع عليه الاختيار.. لقد ظلت مؤسسات الدولة بلا حساب لفترات طويلة ومازال الحساب حتى الآن أقل بكثير من حجم الجرائم والدليل أن يقف رئيس مجلس النواب ويصرخ انه لا أحد يرد عليه رغم أن منصبه ومسئولياته يفرضان على الجميع أن يسمع له..إن المشكلة الأخطر انه لا أحد يرد الآن على الإعلام وليس المسئولين فقط ولكن صغار الموظفين فى الإدارات الحكومية لا يلتفتون لأحد وهناك عشرات الإدارات التى تتعامل مع المواطنين بالإهمال والتعالي..حين قال د.ذكريا عزمى أن الفساد فى المحليات للركب كان يعلم وهو فى قمة السلطة ماذا يجرى فى المحليات وحين صرخ د.على عبدالعال انه لن يسكت بعد اليوم فلا أحد يرد عليه..إذا كنا جميعا نعلم ومن عشرات السنين أن أوكار الفساد تكبر كل يوم وأن لغة المصالح تحكم كل شئ وأن آلاف المسئولين فى مناصب الدولة ليسوا هم الأكفأ والأفضل وأن الموقف كل الموقف يحتاج إلى مراجعات وحسابات تعيد الانضباط لجهاز إدارى مازال الفساد فيه للركب.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع