توقيت القاهرة المحلي 16:24:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العدالة تسبق الحرية

  مصر اليوم -

العدالة تسبق الحرية

بقلم - فاروق جويدة

أحيانا يدور هذا السؤال فى رأسى: أيهما يسبق الآخر من حيث الأهمية فى حياة الإنسان الحرية أم العدالة.. واجد نفسى بلا تردد أقول إنها العدالة.. لأن الحرية فى غياب العدالة يمكن أن تكون أكذوبة كبرى.. إن للحرية أجنحة كثيرة انها الرأى والفكر والسلوك والأخلاق والقيم.. إنها تلك المساحة من التناقضات التى تغطى حياة الإنسان وإذا توافر الرأى والفكر فقد يتعارضان مع الأخلاق هناك مجتمعات كثيرة فرطت فى الأخلاق، من اجل الحريات وندمت على ذلك ندما شديدا.. وحين يختل سلوك الإنسان تحت بدعة الحرية فهو يتحول إلى إنسان يمارس الشطط وعدم المسئولية وهنا تصبح المسئولية، عبئا على حياة الناس حين يتحولون إلى كائنات تتصرف بلا حساب وتخطئ بلا ضوابط.. أما العدالة فهى أرقى سلوكيات البشر قد تسبقها الرحمة أحيانا، ولكن العدالة إحدى ضمانات الرحمة، والعدالة ليست فقط أن أعطى الناس حقوقهم ولكن أن تتساوى أقدار الناس حسب مواهبهم وقدراتهم فى الحياة.

إن العدالة أن أعطى كل صاحب حق حقه فى العمل وفى الرعاية وفى الفرص وأيضا فى التقدير، وإذا اختلت موازين العدالة يخسر الإنسان قيمته ويكون أول الضحايا وتخسر المجتمعات أهم ما يميزها لأن غياب العدالة يفقد الحياة جانبا من أهم جوانب التوازن فيها.. حين تختل العدالة يصبح المجتمع تحت رحمة الرياح تحمله هنا أوهناك ويصبح كالسفينة تلقيها الأمواج فى كل جانب.. وهنا يكون السؤال: لو وجد الإنسان نفسه أمام خيارين فأيهما يختار هل يختار مجتمعا عادلا أم يختار مجتمعا حراً.

والعدالة يمكن أن تكون طريقا للحرية ولكن العدالة لا تعرف شيئا اسمه الانفلات، أما الحرية إذا جنحت فيمكن أن تكون طريقا للانفلات فى السلوك والأخلاق خاصة إذا تحولت إلى غابة من التناقضات والصراعات.

ما أجمل أن تجتمع العدالة مع الحرية لأن هذا هو الإنسان الحقيقى كما خلقه الله ولأن هذا الحلم يستحيل أحيانا فعليك أن تختار بين الحرية والعدالة وأيهما يحقق لك الأمن والرخاء والكرامة.. فى الحرية أشياء تفسد ولكن لا فساد فى العدالة لأن الله سبحانه وتعالى حين اختار أسماءه اختار العدل لأنه أساس الملك.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع   

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدالة تسبق الحرية العدالة تسبق الحرية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon