بقلم - فاروق جويدة
هناك دعوات للاعب المصرى المتفرد محمد صلاح بأن يخرج من مصر ولا يعود وفى زمن ما هرب الهاربون وسافر المغامرون وبقى الملايين الذين قرروا بينهم وبين أنفسهم أن يظلوا على أرضها يواجهون اللصوص وسماسرة الأوطان وأصحاب المصالح.. كم لاحت الفرص أمام كفاءات كثيرة ولم تسافر ولم تخرج وبقيت تحلم بمستقبل يليق بمصر الوطن والمسئولية.. إن أسوأ أزمات مصر أننا شعب لا يدرك قيمة الوطن الذى يعيش فيه وينتمى إليه..اننى أطالب محمد صلاح وهو شاب موهوب فى مقتبل حياته وتنتظره فرص نجاح وتميز أكبر بألا يسمع كثيرا للأصوات حوله وان يفكر بنفسه وان يتخذ قراراته بعيدا عن مؤسسات وجبهات لا يعنيها غير المزيد من المصالح، لقد أخطأت هذه المؤسسات وعلى رأسها اتحاد الكرة فى حق محمد صلاح أخطاء فادحة..قبل المونديال بفترة قصيرة دخلوا معه فى معركة بسبب الإعلانات التى يتصارعون عليها ولم يكن من الحكمة أن ينشغل لاعب فى سنه وتجربته ومسئوليته بمثل هذه المعارك..وكانت إصابته الدامية فى نهائى أبطال أوروبا صدمة كبيرة للاعب الذى وضع كل أحلامه على هذه المواجهة ثم كانت فترة المرض والعلاج وكلاهما اخذ وقتا من جهده واستعداده ومستوى لياقته ودخل كأس العالم وهو نصف مصاب.. ثم كان موقف اتحاد الكرة من اختيار الشيشان مقرا لإقامة الفريق المصرى ودخول محمد صلاح فى عملية سياسية ما بين دعوة للعشاء وحق المواطنة ورحلة بالسيارة، وهذه كلها أشياء ليست من اختصاص نجوم الكرة والرياضيين الكبار والخطأ فى ذلك كله يقع على من اختاروا مقر الإقامة وقبلوا دعوة العشاء وأصبحت السياسة عنصرا فى معادلة رياضية.. إن المطلوب من محمد صلاح الآن أن يبتعد قليلا عن الإعلام لأنه دوامة واسعة تضر فى أحيان كثيرة أكثر مما تفيد..وأن يعود إلى ناديه مع فريقه ونجاحاته وجمهوره الذى أحبه وسوف يبقى فى ضمير المصريين أغنية جميلة لشاب بسيط خرج من طين هذا الوطن وأصبح وجها مضيئا أمام العالم، أما أن يترك مصر فهذه دعوة خبيثة، وإذا كان محمد صلاح قد أضاف لمصر شيئا فالشيء المؤكد أن مصر أضافت الكثير للعالم كله..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع