بقلم - فاروق جويدة
لم يكن غريبا أن تنسحب أمريكا من المجلس الدولى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة .. إن أمريكا لم تعترف يوما بالمنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة وقد استخدمت حق الفيتو فى إجهاض عشرات القرارات التى أصدرها مجلس الأمن .. والغريب أن أمريكا تبرر انسحابها من مجلس حقوق الإنسان لأن المجلس يتخذ مواقف معادية لإسرائيل وهذا يعنى أن أمريكا اختصرت العالم كله فى الدولة العبرية رغم أن إسرائيل ترتكب كل يوم عشرات الجرائم ضد حقوق الإنسان لقد قام تاريخ إسرائيل على العدوان على حقوق الشعب الفلسطينى حين سلبت أرضه واعتدت على مقدساته وكانت آخر هدايا أمريكا لإسرائيل هى القدس فى صفقة ضد حقوق الإنسان وتاريخ الإنسانية .. لم تكن المرة الأولى التى تعتدى فيها أمريكا على مؤسسات العدالة فى العالم رغم إنها كثيراً ما كانت تتحدث عن حقوق الإنسان أين حقوق الإنسان فى الدمار الذى لحق بالشعوب الآمنة فى العراق وسوريا وليبيا .. كانت دعاوى أمريكا وهى تحتل العراق أنها من اجل الديمقراطية والحريات ومارست أمريكا كل ألوان القتل والدمار ضد إرادة الشعب العراقى ومازالت أمريكا تستخدم كل الأعمال القذرة فى سوريا بعد أن شردت شعبها واستباحت مقدساتها .. إن الرئيس ترامب لا يعترف بحقوق الشعوب الأخرى فى الأمن والاستقرار والحياة الكريمة وهو يمارس كل ألوان الإهانة والقهر مع المهاجرين من الدول الأخرى بل انه يضع برامج لطردهم جميعا من الأراضى الأمريكية .. منذ سنوات انسحبت أمريكا من منظمة اليونسكو وكانت تتحمل الجزء الأكبر من ميزانية المنظمة العالمية وتصورت يومها أنها تستطيع أن تتحكم فى مستقبل الثقافة العالمية تراثاً وتاريخاً وحواراً وفشلت أمريكا فى كل المخططات التى سعت لتشويه هوية الشعوب ومحو جذورها وثوابتها .. واليوم تحاول أن تشوه مجلس حقوق الإنسان لأنه يطالب ويدين الاعتداء على حقوق الناس .. ولم تتردد فى أن تعلن أن هذا الانسحاب بسبب إسرائيل وللأسف أن عقلاء أمريكا يدركون أن إسرائيل هى اكبر دول العالم اعتداء على حقوق الإنسان وكل الشواهد تؤكد ذلك .. كم من الجرائم ترتكب تحت شعار حقوق الإنسان.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع