بقلم - فاروق جويدة
يبدو أن الخلاف حول ثورة يناير سوف يطول وأن حالة الانقسام التى نعيشها سوف تأخذ عمرا طويلا مثل كل الأحداث التاريخية التى اختلفنا حولها ولم نصل إلى الحقيقة..إن هذا ليس جديدا علينا فما أكثر الأحداث التى شغلتنا ما بين الجدل والخلاف ولم نستطع حتى الآن أن نحسم المواقف مع أو ضد..ولكن المؤكد أن الضمير الوطنى قادر دائما على كشف حقائق الأشياء والمواقف والأدوار..ولقد كتبت يوم الجمعة الماضى مقالا تساءلت فيه عن ثورة يناير وهل كانت انتفاضة ام كانت مؤامرة وقلت رأيى الذى أكدته منذ سنوات.. والخلاصة فيه أننا أمام جيل من الشباب خرج مطالبا بحقه فى الحرية والعدالة والحياة الكريمة ولا يعنى ماذا سيقال بعد ذلك عن دماء سالت وحين تنزف الدماء لابد للكلام ان يسكت ولابد للأبواق أن تصمت وقلت إن ثورة يناير التى يحاول البعض تشويه حقيقتها أصبحت جزءا عزيزا من ذاكرة المصريين مهما كانت درجة الخلاف حولها..وقد وصلتنى رسائل كثيرة حول ما كتبت بين الرفض والتأييد ولكن كان من أهم التعليقات التى توقفت عندها كلمات قليلة ولكنها معبرة من عالمنا الجليل د.فاروق الباز يقول فيها بنبل العالم وصدق الإنسان المصرى الأصيل “لقد أسعدتني مقالتك عن ثورة يناير لدعم شباب مصر نساء ورجالا..أكرمك الله بكل ما تفعل فى سبيل رفعة الثقافة فى بلدنا الذى عانى كثيرا من انحطاط الفكر..لك منى كل تقدير واحترام” هذه كلمات فاروق الباز وهو واحد من أبناء مصر الذين تفتخر به عالما ورمزا وضميرا..والخلاصة عندى أن الخلاف الشديد حول ثورة يناير لن يخفى حقيقة أنها كانت لحظة مضيئة فى حياة الشباب المصرى سواء تحققت أحلامه فى الحرية والعدالة والحياة الكريمة أو دخلت مرة أخرى إلى قائمة الأحلام المؤجلة..سوف نعيش هذه اللحظة التى تجسدت فيها أحلام أجيال واعدة بالتغيير من اجل حياة أفضل وسوف يخرج من تراب هذا الوطن زمن قادم يحقق أحلام شعبنا فى الحرية والكرامة..إن كلمة الحق فى أحيان كثيرة لا تجد من يقف خلفها ولكن يكفى أن بعض الرموز قادرة على أن تكون صوتا للحق والحقيقة..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع